أخبرني عمي قال: حدثنا
أحمد بن الطيب السّرخسيّ قال: حدثنا ابن أخي عليّ بن جبلة العكوّك- قال أحمد:
و كان عليّ جارنا بالربض
[1] هو و أهله، و كان أعمى و به وضح. و كان يهوى جارية أديبة ظريفة شاعرة و كانت
تحبّه هي أيضا على قبح وجهه و ما به من الوضح، حدّثني بذلك عمرو بن بحر الجاحظ.
قال عمرو: و حدّثني
العكوّك أن هذه الجارية زارته يوما و أمكنته من نفسها حتى افتضّها. قال، و ذلك
عنيت في قولي:
و دم أهدرت من رشإ
لم يرد عقلا على هدره
و هي القصيدة الّتي مدح
بها أبا دلف، يعني بالدم: دم البضع [2].
يستأذن على حميد الطوسي
فيمتنع، ثم يأذن له فيمدحه:
قال: ثم قصدت حميدا
بقصيدتي الّتي مدحته بها، فلما استؤذن لي عليه أبي أن يأذن لي، و قال: قولوا له:
أيّ شيء أبقيت لي بعد قولك في أبي دلف:
إنما الدنيا أبو دلف
بين مبداه و محتضره
/ فإذا ولّى أبو دلف
ولت الدنيا على أثره
فقلت للحاجب: قل للّه:
الّذي قلت فيك أحسن من هذا، فإن وصّلتني سمعته، فأمر بإيصالي، فأنشدت قولي فيه:
/
إنما الدنيا حميد
و أياديه الجسام
فإذا ولّى حميد
فعلى الدنيا السّلام
فأمر بمائتي دينار،
فنثرتها في حجر عشيقتي، ثم جئته بقصيدتي الّتي أقول فيها:
دجلة تسقي و أبو غانم
يطعم من تسقي من الناس
فأمر لي بمائتي دينار.
شعره حين غضبت عليه
الجارية الّتي أحبها:
حدّثني عمي قال: حدّثني
أحمد بن الطيب قال: حدّثني ابن أخي عليّ بن جبلة أيضا: أن عمه عليّا كان يهوى
جارية، و هي هذه القينة، و كانت له مساعدة، ثم غضبت عليه، و أعرضت عنه، فقال فيها:
تسيء و لا تستنكر
السوء إنها
تدلّ بما تتلوه عندي و تعرف
فمن أين ما استعطفتها
لم ترقّ لي
و من أين ما جربت صبري يضعف
ينشد لنفسه أقبح ما قيل
في ترك الضيافة:
أخبرني حبيب بن نصر قال:
حدثنا عمر بن شبة قال:
تذاكرنا يوما أقبح ما هجي
به الناس في ترك الضيافة و إضاعة الضيف، فأنشدنا عليّ بن جبلة لنفسه: