responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 228

و ردّ البيض و البيض‌

إلى الأغماد و الحجب [1]

اهتز أبو تمام من فرقه [2] إلى قدمه، ثم قال: أحسن، و اللّه لوددت أن لي هذا/ البيت بثلاث/ قصائد من شعري يتخيرها [3] و ينتخبها [4] مكانه.

طلب أن ينشد المأمون مدحا فيه ثم يختار الإقالة فرارا من شروط للمأمون:

أخبرني عمي قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال: حدّثني أبو نزار الضبيّ الشاعر قال:

قال لي عليّ بن جبلة قلت لحميد بن عبد الحميد الطّوسي: يا أبا غانم، إني قد مدحت أمير المؤمنين بمدح لا يحسن مثله أحد من أهل الأرض، فاذكرني له. قال: فأنشدني، فأنشدته. قال: أشهد أنك صادق، ما يحسن أحد أن يقول هكذا. و أخذ المديح فأدخله إلى المأمون، فقال له: يا حميد، الجواب في هذا واضح، إن شاء عفونا عنه و جعلنا ذلك ثوابا لمديحه، و إن شاء جمعنا بين شعره فيك و في أبي دلف و بين شعره فينا، فإن كان الّذي قاله فيكما أجود ضربنا ظهره، و أطلنا حبسه، و إن كان الّذي قاله أجود أعطيناه لكل بيت ألف درهم، و إن شاء أقلناه فقلت له: يا سيدي و من أنا و من أبو دلف حتى يمدحنا بأجود من مديحك! فقال: ليس هذا الكلام من الجواب في شي‌ء، فاعرض ما قلت لك على الرجل. فقال: أفعل. قال عليّ بن جبلة: فقال لي حميد: ما ترى؟ فقلت: الإقالة أحبّ إلي، فأخبر المأمون بذلك. فقال: هو أعلم، ثم قال لي حميد: يا أبا الحسن أيّ شي‌ء يعني من مدائحك لي و لأبي دلف؟ فقلت: قولي فيك:

لو لا حميد لم يكن‌

حسب يعد و لا نسب‌

يا واحد العرب الّذي‌

عزّت بعزّته العرب‌

و قولي في أبي دلف:

/

إنما الدنيا أبو دلف‌

بين باديه و محتضره‌

فإذا ولّى أبو دلف‌

ولت الدنيا على أثره‌

قال: فأطرق حميد ثم قال: لقد انتقد عليك أمير المؤمنين فأجاد، و أمر لي بعشرة آلاف درهم و خلعة و فرس و خادم. و بلغ ذلك أبا دلف فأضعف لي العطية، و كان ذلك في ستر منهما، ما علم به أحد خوفا من المأمون حتى حدثتك به يا أبا نزار.

يمسك عن زيارة أبي دلف حياء لكثرة بره به:

أخبرني عليّ بن سليمان قال: حدّثني محمد بن يزيد، قال: حدّثني عليّ بن القاسم قال: قال لي عليّ بن جبلة:


[1] يكنى عن انتصاره الحاسم برد السيوف إلى أغمادها، و السبايا إلى حجبها.

[2] في أ، ج، م «قرنه».

[3] في س «يتخيلها»، تحريف.

[4] في أ، ج «ينتحلها».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 20  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست