قال: فركب الزّبرقان إلى عمر رضي اللّه عنه فاستعداه على عبد اللّه و
قال: إنه هجاني يا أمير المؤمنين؛ فسأل عمر عن ذلك عبد اللّه؛ فقال له: يا أمير
المؤمنين، إني نزلت على مائه فحلّأني عنه؛ فقال عمر رضوان اللّه عليه:
يا زبرقان، أ
تمنع ماءك من ابن السبيل! قال: يا أمير المؤمنين أ لا أمنع ماء حفر آبائي مجاريه و
مستقره و حفرته أنا بيدي! فقال عمر: و الذي نفسي بيده، لئن بلغني أنك منعت ماءك من
أبناء السبيل لا ساكنتني بنجد أبدا! فقال بعض بني أنف الناقة يعيّر الزّبرقان ما
فعله:
و للحطيئة وصية
ظريفة يأتي كلّ فريق من الرواة ببعضها، و قد جمعت ما وقع إليّ منها في موضع واحد و
صدّرت بأسانيدها.
أخبرني بها
محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال حدّثنا عيينة [5] بن
المنهال عن الأصمعيّ، و أخبرني بها أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن
شبّة، و أخبرني إبراهيم بن أيّوب عن ابن قتيبة، و نسختها من كتاب محمد بن الليث عن
محمد بن عبد اللّه العبديّ عن الهيثم بن عديّ عن عبد اللّه بن عبد الرحمن [ابن أبي
عمرة] [6] عن أبيه، و أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أبي
عبيدة، و أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة
قالوا:
لما حضرت
الحطيئة الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا: يا أبا ملكية: أوص فقال: ويل للشّعر من
راوية السوء؛ قالوا: أوص رحمك اللّه يا حطىء؛ قال: من الذي يقول:
/ قالوا: الشّمّاخ؛ قال: أبلغوا غطفان أنه أشعر
العرب؛ قالوا: ويحك! أ هذه وصيّة! أوص بما/ ينفعك! قال:
[1]
زاد الركب: لقب أبي أميّة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم، و هو عمّ عبد
اللّه بن أبي ربيعة. و الملقبون بزاد الركب ثلاثة من قريش هذا أحدهم، و الثاني
مسافر بن أبي عمرو بن أمية، و الثالث زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسيد بن عبد
العزى. و إنما قيل لهم أزواد الركب لأنهم كانوا إذا سافروا يطعمون كل أحد يكون
معهم و يكفونه الزاد.
[2] ذو
الرمحين هو أبو ربيعة بن المغيرة والد عبد اللّه بن أبي ربيعة.