responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 491

صوت‌

ما ذا تقول الظّباء

أ فرقة أم لقاء!

أم عهدها بسليمى‌

و في البيان شفاء!

مرّت بنا سانحات‌

و قد دنا الإمساء

فما أحارت جوابا

و طال فيها [1] العناء

في هذه الأبيات ليحيى المكّيّ ثقيل أول بالوسطى.

قال: فعطفت الظّباء راجعة إليه حتى وقفت بالقرب منه، مستشرفة تنظر إليه مصغية تسمع صوته، فعجب من حضر من رجوعها و وقوفها، و ناوله الرّجل القوس فأخذها و قطع الغناء، فعاودت الظّباء نفارها، و مضت راجعة على سننها [2].

غنى وسط دجلة فتسابق الناس لسماعه‌

قال ابن المكّيّ: و حدّثني رجل من أهل البصرة كان يألف مخارقا و يصحبه، قال:

كنت [3] معه مرّة في طيّار ليلا و هو سكران، فلما توسّط دجلة اندفع بأعلى صوته فغنّى، فما بقي أحد في الطّيّار من ملّاح و لا غلام و لا خادم إلا بكى من رقّة صوته، و رأيت الشّمع و السّرج من جانبي دجلة في صحون القصور و الدّور يتساعون بين يدي أهلها [4] يستمعون غناءه.

ابن الأعرابي يستكثر الهبة التي أخذها لشعر غناه‌

حدّثني الصّوليّ، قال: حدثني محمد بن عبد اللّه التّميميّ الحزنبل، قال:

كنا في مجلس ابن الأعرابيّ إذ أقبل رجل من ولد سعيد بن سلم كان يلزم ابن الأعرابيّ، و كان يحبّه و يأنس به، فقال له: ما أخّرك عنّي؟ فاعتذر بأشياء منها أنه قال: كنت مع مخارق عند بعض بني الرّشيد، فوهب له مائة ألف درهم على صوت غنّاه إياه، فاستكثر [5] ابن الأعرابيّ ذلك و استهوله، و عجب منه و قال له: بأيّ شي‌ء غنّاه؟

قال: غنّاه بشعر العبّاس بن الأحنف:

صوت‌

بكت عيني لأنواع‌

من الحزن و أوجاع‌

و إني كلّ يوم عن

دكم يحظى بي السّاعي‌

فقال ابن الأعرابيّ: أمّا الغناء فما أدري ما هو، و لكن هذا و اللّه كلام قريب مليح.


[1] ف «و طال منها».

[2] السنن: الطريقة.

[3] ف، ما «ركبت معه في طيار ... الخ». و الطيار: القارب السريع.

[4] يتساعون بين يدي أهلها: يتسابقون.

[5] ف «فاستكبر ذلك ابن الأعرابي و استهاله».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست