responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 489

جارية تغني صوتا له بحضرته فتحسن‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن محمد، قال:

سمع محمد بن سعيد القارئ مهديّة جارية يعقوب بن السّاحر تغني صوتا لمخارق بحضرته، و قد كانت أخذته عنه و هو:

ما لقلبي يزداد في اللهو غيّا

و الليالي قد أنضجتني كيّا

سهلت بعدك الحوادث حتّى‌

لست أخشى و لا أحاذر شيّا

فأحسنت فيه ما شاءت، و انصرف محمد بن سعيد، و قرأ على لحنه: يا يَحْيى‌ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ [1].

قصة رجل حلف بالطلاق أن يسمعه ثلاث مرات‌

حدّثني عمّي، قال: حدثنا عبد اللّه، قال: حدثني محمد، قال:

كنت عند مخارق أنا و هارون بن أحمد بن هشام، فلعب مع هارون بالنّرد فقمره مخارق مائتي رطل باقلا طريّا، فقال مخارق: و أنتم عندي أطعمكم من لحم جزور من الصناعة، يعني من صناعة أبيه يحيى بن ناووس الجزّار.

قال: و مرّ بهارون بن أحمد فصيل ينادى عليه، فاشتراه بأربعة دنانير، و وجّه به إلى مخارق، و قال: يكون ما تطعمنا من هذا الفصيل، فاجتمعنا و طبخ مخارق بيده جزوريّة، و عمل من سنامه و كبده و لحمه غضائر [2] شويت في التّنّور، و عمل من لحمه لونا يشبه الهريسة بشعير مقشّر [3] في نهاية الطّيب، فأكلنا و جلسنا نشرب، فإذا نحن بامرأة تصيح من الشّطّ:/ يا أبا المهنّأ، اللّه اللّه فيّ، حلف زوجي عليّ بالطّلاق أن يسمع غناءك و يشرب عليه، فقال: اذهبي و جيئي به، فجاء فجلس، فقال له: ما حملك على ما صنعت، فقال له: يا سيّدي، كنت سمعت صوتا من صنعتك فطربت عليه حتى استخفّني الطّرب، فحلفت أن أسمعه منك ثقة بإيجابك حقّ زوجتي، و كانت زوجته داية هارون بن مخارق. فقال: و ما هو الصوت؟ فقال:

صوت‌

بكرت عليّ فهيّجت وجدا

هوج [4] الرّياح و أذكرت نجدا

أ تحنّ من شوق إذا ذكرت‌

نجد و أنت تركتها عمدا

الشعر لحسين بن مطير، و الغناء لمخارق ثقيل أول، و فيه لإسحاق ثقيل أول آخر، فغنّاه إياه و سقاه رطلا، و أمره بالانصراف، و نهاه أن يعاود، و خرج. فما لبثنا أن عادت المرأة تصرخ: اللّه اللّه فيّ يا أبا المهنّأ، قد أعاد زوجي المشئوم اليمين أنك تغنّيه صوتا آخر، فقال لها: أحضريه، فأحضرته أيضا، فقال له: ويلك، ما لي و لك! أيّ شي‌ء قصّتك [5]! فقال له: يا سيّدي أنا رجل طروب، و كنت قد سمعت صوتا لك آخر فاستفزّني الطّرب إلى أن‌


[1] مريم/ 12.

[2] ف، ما «ضفائر». و الغضائر: القطع.

[3] ف «مقشور».

[4] الهوج: جمع هوجاء، و هي الرياح المتداركة الهبوب كأن بها هوجا.

[5] س «أيش قصتك»!.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست