responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 473

مرّت امرأة بابن أذينة و هو بفناء داره فقالت له: أ أنت ابن أذينة؟ قال: نعم، قالت: أ أنت الذي يقول النّاس إنّك امرؤ صالح [1]، و أنت الّذي تقول:

إذا وجدت أوار الحبّ في كبدي‌

عمدت نحو سقاء القوم أبترد

/ هبني بردت ببرد الماء ظاهره‌

فمن لحرّ على الأحشاء يتّقد! [2]

أبو السائب المخزومي يطلب إنشاده شعرا قاله عروة

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء، قال: حدّثنا الزّبير بن بكّار، قال: حدّثني عمّي، عن عروة بن عبد اللّه، و أخبرنا به وكيع، عن هارون بن الزّيّات، عن الزّبيريّ، عن عمه، عن عروة بن عبد اللّه، و ذكره حمّاد، عن أبيه، عن الزّبيريّ، عن عروة هذا قال:

كان عروة بن أذينة نازلا في دار أبي بالعقيق، فسمعه ينشد:

صوت‌

إنّ التي زعمت فؤادك ملّها

جعلت هواك كما جعلت هوى لها

فبك الّذي [3] زعمت بها و كلاكما

يبدي لصاحبه الصّبابة كلّها

و يبيت بين جوانحي حبّ لها

لو كان تحت فراشها لأقلّها [4]

و لعمرها لو كان حبّك فوقها

يوما و قد ضحيت إذا لأظلّها

و إذا وجدت لها وساوس سلوة

شفع الفؤاد إلى الضّمير فسلّها [5]

بيضاء باكرها النّعيم فصاغها

بلباقة فأدقّها و أجلّها [6]

لما عرضت مسلّما لي حاجة

أرجو معونتها و أخشى دلّها [7]

منعت تحيّتها فقلت لصاحبي:

ما كان أكثرها لنا و أقلّها

/ فدنا فقال: لعلّها معذورة

من أجل رقبتها، فقلت: لعلّها

قال: فأتاني أبو السّائب المخزوميّ و أنا في داري بالعقيق، فقلت له بعد التّرحيب: هل بدت لك حاجة؟

فقال: نعم، أبيات لعروة بن أذينة، بلغني أنّك سمعتها منه، فقلت له: و أيّة أبيات؟ فقال: و هل يخفى القمر؟ قوله:

إنّ الّتي زعمت فؤادك ملّها

فأنشدته إيّاها، فلما بلغت إلى قوله: «فقلت لعلّها». قال: أحسن و اللّه، هذا و اللّه الدّائم العهد، الصادق الصبابة، لا الذي يقول:


[1] ف، «التجريد»: «يقول الناس: إنك بري‌ء و إنك صالح».

[2] البيتان في «التنبيه»- 26 ط. دار الكتب، و روي الشطر الأخير من البيت الثاني:

«فمن لنار على الأحشاء تتقد»

. [3] مج، «المختار»: «التي زعمت».

[4] أقلها: أصابها و أتعبها. و هذا البيت ساقط من ف.

[5] في «الأمالي» 1- 156:

«شفع الضمير لها إلى فسلها»

، و في «المختار»:

«شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها»

. [6] في «الأمالي» 1- 156:

«بلبانه فأرقها و أجلها»

. [7] س «ذلّها».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست