هو عروة بن أذينة، و أذينة
لقبه، و اسمه يحيى بن مالك [2] بن الحارث بن عمرو بن عبد اللّه بن زحل بن يعمر، و
هو الشّدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة
بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. و سمّي يعمر بالشّدّاخ لأنه تحمّل ديات قتلى
كانت بين قريش و خزاعة، و قال: قد شدخت هذه الدّماء تحت قدميّ، فسمّي الشّدّاخ.
قال ابن الكلبيّ:
الشّدّاخ، بضمّ الشّين.
شاعر و فقيه و محدّث
و يكنى عروة بن أذينة أبا
عامر، و هو شاعر غزل مقدّم، من شعراء أهل المدينة، و هو معدود في الفقهاء و
المحدّثين، روى عنه مالك بن أنس، و عبيد اللّه بن عمر العدويّ. أخبرني بذلك أحمد
بن عبد العزيز الجوهريّ، عن عمر بن شبّة، و روى جدّه مالك بن الحارث عن عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام.
روى قصة عن جده مالك
أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدّثنا محمد بن موسى، قال: حدّثنا أحمد بن الحارث، عن المدائنيّ، عن ابن دأب، عن
عروة بن أذينة، عن أبيه، قال: حدّثني أبي مالك بن الحارث قال:
خرج مع عليّ بن أبي طالب
عليه السلام رجل من قومي كان مصطلما [3]، فخرجت في أثره و خشيت انقراض أهل بيته،
فأردت أن أستأذن له من عليّ، فأدركت عليّا عليه السلام بالبصرة، و قد هزم النّاس و
دخل البصرة، فجئته فقال:/ مرحبا بك يا بن الفقيمة، أبدا لك فينا بداء [4]؟ قلت: و
اللّه إنّ نصرتك لحقّ، و إنّي لعلى ما عهدت أحبّ العزلة، ثم ذاكرته أمر ابن عمّي
ذلك، فلم يبعد عنه [5]، فكنت آتيه أتحدّث إليه. فركب يوما يطوف و ركبت معه، فإني
لأسير إلى جانبه إذ مررنا بقبر طلحة، فنظر إليه نظرا شديدا، ثم أقبل عليّ فقال:
أمسى و اللّه أبو محمد بهذا المكان غريبا، ثم تمثّل:
و ما تدري و إن أزمعت
أمرا
بأيّ الأرض يدركك المقيل
[1]
جاءت هذه الترجمة في الجزء الحادي و
العشرون 105- 111 بعد أن سقطت من نسخة بولاق و موضعها هنا، كما جاءت في نسخة ف و
غيرها من النسخ الخطية الموثوقة.