responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 452

يخدع عمه في أناهيد

و قال الهيثم في خبره: كان عمرو بن مفرّغ، عمّ يزيد بن ربيعة بن مفرّغ، رجلا له جاه و قدر عند السّلطان، و كان ذا مال و ثروة، و ذا دين و فضل و صلاح، فكان يعنّف ابن أخيه في أمر أناهيد عشيقته، و يعذله و يعيّره بها، فلما أكثر عليه أتاه يوما فقال له: يا عمّ، جعلت فداك، إنّ لي بالأهواز حاجة، و لي على قوم بها نحو من ثلاثين ألف درهم قد خفت أن تتوى [1] عليّ، فإن رأيت أن تتجشّم العناء معي إليها حتى تطالب لي بحقي، و تعينني بجاهك على غرمائي./ و كان عمرو بن مفرّغ قد استخلفه ابن عبّاس عليها؛ إذ كان عامل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و على آله على البصرة، و كان عامل الأهواز- حين سأل ابن مفرّغ عمّه أن يخرج معه- ميمون بن عامر أخو بني قيس بن ثعلبة الذي يقال لدراهمه اليوم الميمونية [2]. فلم يزل ابن مفرّغ بعمه حتى أجابه إلى الخروج فاستأجر سفينة و توجّه إلى الأهواز، و كتب إلى أناهيد أن تهيّئي و تزيّني بأحسن زينتك، و اخرجي إليّ مع جواريك فإني موافيك، و منزلها يومئذ بين سرّق و رامهرمز.

فلما نزلوا منزلها خرجت إليهم. و جلست معهم في هيئتها و زيّها و حليّها و آلتها، فلما رآها عمّه قال له: قبّحك اللّه! أ فهلّا إذ فعلت ما فعلت كنت علقت مثل هذه! [3] فقال: يا عمّ، أو قد أعجبتك؟ فقال: و من لا تعجبه هذه [3] قال: أ لجدّ هذا منك؟ قال: نعم و اللّه، قال: فإنها و اللّه هذه بعينها، فقال: يا خبيث إنما أشخصتني لهذا، يا غلام ارحل بنا. فانصرف عمّه إلى البصرة/ و أقام هو معها، و لم يزل يتردّد كذلك حتى مات في الطاعون في أيام مصعب بن الزبير.

لزوم غرمائه له لديون ركبته و احتياله لقضائها

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا: حدثنا عمر بن شبّة قال: حدثنا القحذميّ قال:

لزم يزيد بن مفرّغ غرماؤه بدين، فقال لهم: انطلقوا نجلس على باب الأمير، عسى أن يخرج الأشراف من عنده فيروني فيقضوا عنّي، فانطلقوا به، فكان أوّل من خرج إما عمر بن عبيد اللّه بن معمر و أما طلحة الطّلحات، فلما رآه قال: أبا عثمان، ما أقعدك هاهنا؟ قال: غرمائي هؤلاء لزموني بدين لهم عليّ، قال: و كم هو؟ قال:

سبعون ألفا، قال: عليّ منها عشرة آلاف درهم.

ثمّ خرج الآخر على الأثر، فسأله ما سأل صاحبه، فقال: هل خرج أحد قبلي؟ قالوا: نعم، فلان، قال: فما صنع؟ قالوا: ضمن عشرة آلاف درهم، قال: فعليّ مثلها.

ابن أبي بكرة يقضي دينه فيمدحه‌

قال: ثم جعل الناس يخرجون، فمنهم من يضمن الألف إلى أكثر من ذلك، حتى ضمنوا أربعين ألفا [4].

و كان يأمل عبيد اللّه بن أبي بكرة، فلم يخرج حتى غربت الشمس، فخرج مبادرا، فلم يره حتى كاد يبلغ بيته،


[1] تتوى: تذهب و تهلك.

[2] ب «المأمونية».

(3- 3) تكملة من ف.

[4] ف «أربعين ألف درهم».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست