قال: و اتصل هجاؤه زيادا و
ولده و هو في الحبس، فردّه عبيد اللّه إلى أخيه عبّاد بسجستان، و وكّل به رجالا و
وجههم معه، و كان لما هرب من عبّاد يهجوه/ و يكتب كلّ ما هجاه به على حيطان
الخانات، و أمر عبيد اللّه الموكّلين به أن يأخذوه بمحو ما كتبه على الحيطان
بأظافيره، و أمرهم ألّا يتركوه يصلّي إلا إلى قبلة النصارى إلى المشرق، فكانوا إذا
دخلوا بعض الخانات التي نزلها فرأوا فيها شيئا مما كتبه من الهجاء، أخذوه بأن
يمحوه بأظافره، فكان يفعل ذلك و يحكّه حتى ذهبت أظافره، فكان يمحوه بعظام أصابعه و
دمه، حتى سلّموه إلى عبّاد فحبسه و ضيّق عليه. قال عمر بن شبّة في خبره: فقال ابن
مفرّغ: