responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 430

أنّ لي بيزيد مل‌ء الغوطة مثلك. و أما قولك: إنكم ولّيتموني فما عزلتموني، فما ولّيتموني، و إنما ولّاني من هو خير منكم عمر، فأقررتموني، و ما كنت بئس الوالي لكم، لقد قمت بثأركم، و قتلت/ قتلة أبيكم، و جعلت الأمر فيكم، و أغنيت فقيركم، و رفعت الوضيع منكم، فكلّمه يزيد في أمره فولّاه خراسان.

رجع الحديث إلى سياقة أخبار ابن مفرغ‌

ينتقل في قرى الشام هاجيا بني زياد

قالوا: فلم يزل ينتقل في قرى الشام و نواحيها، و يهجو بني زياد [1]، و أشعاره فيهم ترد البصرة و تنتشر و تبلغهم، فكتب عبيد اللّه بن زياد إلى معاوية، و قال الآخرون: إنه كتب إلى يزيد و هو الصحيح، يقول له: إن ابن مفرّغ هجا زيادا و بنى زياد بما هتكه في قبره، و فضح بنيه طول الدهر، و تعدّى ذلك إلى أبي سفيان، فقذفه بالزنا و سبّ ولده، فهرب من خراسان إلى البصرة، و طلبته حتى لفظته الأرض، فلجأ إلى الشام يتمضّغ لحومنا بها، و يهتك أعراضنا، و قد بعثت إليك بما هجانا به لتنتصف لنا منه. ثم بعث بجميع ما قاله ابن مفرّغ/ فيهم.

فأمر يزيد بطلبه، فجعل ينتقل من بلد إلى بلد، فإذا شاع خبره انتقل حتى لفظته الشام، فأتى البصرة و نزل على الأحنف بن قيس، فالتجأ به و استجار، فقال له الأحنف: إني لا أجير على ابن سميّة [2] فأعزل، و إنما يجير الرجل على عشيرته، فأما على سلطانه فلا، فإن شئت أجرتك من بني سعد و شعرائهم، فلا يريبك أحد منهم، فقال له ابن مفرّغ: بأستاه بني سعد [3] و ما عساهم أن يقولوا فيّ؟ هذا ما لا حاجة لي فيه.

ثم أتى خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فاستجار به، فأبى أن يجيره، فأتى عمر بن عبيد اللّه بن معمر فوعده، و أتى طلحة الطّلحات فوعده، و أتى المنذر بن الجارود العبديّ فأجاره؛ و كانت بحريّة بنت المنذر تحت عبيد اللّه.

المنذر بن الجارود العبدي يجيره‌

و كان المنذر من أكرم النّاس عليه، فاغترّ بذلك و أدلّ بموضعه منه، و طلبه عبيد اللّه و قد بلغه وروده البصرة فقيل له: أجاره المنذر بن الجارود، فبعث عبيد اللّه إلى المنذر فأتاه، فلما دخل عليه بعث عبيد اللّه بالشرط، فكبسوا داره [4] و أتوه بابن مفرّغ، فلم يشعر المنذر إلا بابن مفرّغ قد أقيم على رأسه، فقام المنذر إلى عبيد اللّه بالشرط، فكبسوا داره [4] و أتوه بابن مفرّغ، فلم يشعر المنذر إلا بابن مفرّغ قد أقيم على رأسه، فقام المنذر إلى عبيد اللّه فكلّمه فيه فقال: أذكّرك اللّه- أيّها الأمير- أن تخفر [5] جواري فإني قد أجرته، فقال عبيد اللّه: يا منذر ليمدحنّ أباك و ليمدحنّك، و لقد هجاني و هجا أبي ثم تجيره عليّ، لا ها اللّه [6] لا يكون ذلك أبدا، و لا أغفرها له، فغضب المنذر، فقال له: لعلك تدلّ بكريمتك عندي، إن شئت و اللّه لأبيننّها بتطليق البتّة، فخرج المنذر من عنده، و أقبل عبيد اللّه على ابن مفرّغ فقال له: بئسما صحبت به عبّادا. قال: بئسما صحبني به عبّاد، اخترته على سعيد و أنفقت‌


[1] ف «و يهجو ابني زياد».

[2] ف «بني سمية».

[3] ب، مد، ما «يا أستاذ بنو سعد».

[4] كبسوا داره: هجموا عليه فجأة و احتاطوها.

[5] ب «ألّا تخفر». يقال: خفره: أجاره و حماه، و حفره أيضا: نقض عهده و غدر به.

[6] لاها اللّه، أي لا و اللّه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست