أخبرني إسماعيل بن يونس
الشّيعيّ قال: حدّثنا الرّياشيّ قال: حدّثنا محمد بن الصبّاح، عن سفيان بن عيينة،
و نسخت هذا الخبر أيضا من بعض الكتب: أنّ حامد بن يحيى البلخيّ [1]، حدّث عن سفيان
بن عيينة، و هذه الرواية أتمّ، قال:
لمّا سمع مساور الورّاق
لغط أصحاب أبي حنيفة و صياحهم أنشأ يقول:
فبلغ أبا حنيفة فرضي. قال
مساور: ثم دعينا إلى وليمة بالكوفة في يوم شديد الحرّ، فدخلت فلم أجد لرجلي موضعا
من الزّحام، و إذا أبو حنيفة في صدر البيت، فلما رآني قال: إليّ يا مساور، فجئت
فإذا مكان واسع، و قال لي: اجلس، فجلست، فقلت في نفسي: نفعتني أبياتي اليوم. قال:
و كان إذا رآني بعد ذلك يقول لي: هاهنا، هاهنا، و يوسّع لي إلى جنبه، و يقول: إنّ
هذا من أهل الأدب و الفهم، انتهى.
حفظ حقوق جيرانه و لكنهم
ضيعوا حقه فهجاهم
أخبرني محمّد بن الحسين بن
دريد، قال: حدّثنا أبو المعمّر عبد الأول بن مزيد، أحد بني أنف الناقة، قال:
كان مساور الورّاق لا يضيع
حقّا لجار له، فماتت بنته، فلم يشهدها من جيرانه إلّا نفر يسير، فقال مساور في
ذلك:
تغيّب عنّي كلّ جاف
ضرورة
و كلّ طفيليّ من القوم عاجز
سريع إذا يدعى ليوم
وليمة
بطيء إذا ما كان حمل الجنائز
أخبرني محمد بن الحسن،
قال: حدّثنا عبد الأول، قال:
قدم جار لمساور الورّاق من
سفر، فجاءه يسلّم عليه، فقال: يا جارية، هاتي لأبي القاسم غداء، فجاءت برغيف
فوضعته على الخوان، فمدّ يده يأكل مع مساور،/ و قال له: يا أبا القاسم، كل من هذا
الخبز، فما أكلت خبزا أطيب منه، فقال مساور في ذلك: