responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 357

/

و ما ينفع المقبور عمران قبره‌

إذا كان فيه جسمه يتهدّم‌

شعر له في أصحاب أبي حنيفة

أخبرني إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال: حدّثنا الرّياشيّ قال: حدّثنا محمد بن الصبّاح، عن سفيان بن عيينة، و نسخت هذا الخبر أيضا من بعض الكتب: أنّ حامد بن يحيى البلخيّ [1]، حدّث عن سفيان بن عيينة، و هذه الرواية أتمّ، قال:

لمّا سمع مساور الورّاق لغط أصحاب أبي حنيفة و صياحهم أنشأ يقول:

كنّا من الدّين قبل اليوم في سعة

حتى بلينا بأصحاب المقاييس‌

قوم إذا اجتمعوا ضجّوا كأنّهم‌

ثعالب ضبحت بين النّواويس [2]

/ فبلغ ذلك أبا حنيفة و أصحابه، فشقّ عليهم و توعّدوه، فقال أبياتا ترضيهم و هي:

إذا ما النّاس يوما قايسونا

بآبدة من الفتيا ظريفه‌

أتيناهم بمقياس ظريف [3]

مصيب من قياس أبي حنيفة

إذا سمع الفقيه بها وعاها

و أثبتها بحبر في صحيفه‌

فبلغ أبا حنيفة فرضي. قال مساور: ثم دعينا إلى وليمة بالكوفة في يوم شديد الحرّ، فدخلت فلم أجد لرجلي موضعا من الزّحام، و إذا أبو حنيفة في صدر البيت، فلما رآني قال: إليّ يا مساور، فجئت فإذا مكان واسع، و قال لي: اجلس، فجلست، فقلت في نفسي: نفعتني أبياتي اليوم. قال: و كان إذا رآني بعد ذلك يقول لي: هاهنا، هاهنا، و يوسّع لي إلى جنبه، و يقول: إنّ هذا من أهل الأدب و الفهم، انتهى.

حفظ حقوق جيرانه و لكنهم ضيعوا حقه فهجاهم‌

أخبرني محمّد بن الحسين بن دريد، قال: حدّثنا أبو المعمّر عبد الأول بن مزيد، أحد بني أنف الناقة، قال:

كان مساور الورّاق لا يضيع حقّا لجار له، فماتت بنته، فلم يشهدها من جيرانه إلّا نفر يسير، فقال مساور في ذلك:

تغيّب عنّي كلّ جاف ضرورة

و كلّ طفيليّ من القوم عاجز

سريع إذا يدعى ليوم وليمة

بطي‌ء إذا ما كان حمل الجنائز

أخبرني محمد بن الحسن، قال: حدّثنا عبد الأول، قال:

قدم جار لمساور الورّاق من سفر، فجاءه يسلّم عليه، فقال: يا جارية، هاتي لأبي القاسم غداء، فجاءت برغيف فوضعته على الخوان، فمدّ يده يأكل مع مساور،/ و قال له: يا أبا القاسم، كل من هذا الخبز، فما أكلت خبزا أطيب منه، فقال مساور في ذلك:


[1] أ، ب، س «بن أبي يحيى»، و المثبت من ف.

[2] ضبحت الثعالب: صوتت. و النواويس: القبور. و في «المختار»: «ثعالب ضجت».

[3] في ف: صليب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست