لها شعر صاف و جيد مقلّص
و جسم زخاريّ و ضرس مجالح [1]
فأرسل إليه التّيميّ يقول:
بلى، سنؤدّيها إليك ذميمة
لتنكحها إن أعوزتك المناكح
فعمد به جبهاء فنزل، و قال:
لو كنت شيخا من سوأة نكحتها
نكاح يسار عنزه و هي سارح
قال: و هم يعيّرون [2] بنكاح العنز.
جبهاء و موسى بن زياد
أخبرني وكيع، قال: حدّثني أبو أيّوب المدينيّ، عن مصعب، قال: استطرق جبهاء الأشجعيّ موسى بن زياد الأشجعيّ كبشا [3]، فوعده ثم مطله، فقال جبهاء:
/
واعدني الكبش موسى ثم أخلفني
و ما لمثلي تعتلّ الأكاذيب
يا ليت كبشك يا موسى يصادفه
بين الكراع و بين الوجنة الذّئب
أمسى بذي الغصن أو أمسى بذي سلم
فقحّمته إلى أبياتك اللّوب [4]
فجاء و الحيّ أيقاظ فطاف بهم
طوفين ثم أقرّته الأحاليب
/ فبات ينظره حرّان منطويا
كأنه طالب للوتر مكروب
و قام يشتدّ حتى نال غرّته
طاوي الحشا ذرب الأنياب مذبوب [5]
بغفلة من زريق فاستمرّ به
و دونه آكم الحقف الغرابيب [6]
سل عنه أرخمة بيضا و أغربة
سودا لهنّ حنى أطمى سلاهيب [7]
يردين ردي العذارى حول دمنته
كما يطوف على الحوض المعاقيب
فجاء يحمل قرنيه و يندبه
فكلّ حيّ إذا ما مات مندوب [8]
صوت
و لها و لا ذنب لها
حبّ كأطراف الرّماح
في القلب يجرح و الحشا
فالقلب مجروح النّواحي
الشعر لوالبة بن الحباب، و الغناء ليزيد، رمل بالوسطى عن الهشاميّ و عمرو، و فيه لسبك [9] الزامر لحن عن ابن خرداذبه.
[1] الزخارى: الكثير الشحم و اللحم، و المجالح: الذي يقشر الشجر.
[2] في ف: يعرفون.
[3] استطرق كبشا: طلبه للضراب.
[4] اللوب: العطش.
[5] مذبوب: مجنون.
[6] الحقف: ما أعوج من الرمل. و الغرابيب: السود.
[7] أطمى سلاهيب: مرتفع.
[8] انفردت «ف» بالأبيات السبعة الأخيرة.
[9] في ف: لشك الزامر.