responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 311

كان بدء ما كان بين خفاف بن ندبة و العباس بن مرداس أنّ خفافا كان في ملإ من بني سليم فقال لهم: إن عباس بن مرداس يريد أن يبلغ فينا ما بلغ عباس بن أنس، و يأبى ذلك عليه خصال قعدن به، فقال له فتى من رهط العبّاس: و ما تلك الخصال يا خفاف؟ قال: اتّقاؤه بخيله عند الموت، و استهانته بسبايا العرب، و قتله الأسرى، و مكالبته للصعاليك على الأسلاب، و لقد طالت حياته حتى تمنّينا موته، فانطلق الفتى إلى العبّاس فأخبره الخبر، فقال العبّاس: يا ابن أخي، إن لم يكن كالأصمّ في فضله فلست كخفاف في جهله، و قد مضى الأصمّ بما في أمس و خلّفني بما في غد، فلما أمسى تغنّى، و قال:

خفاف ما تزال تجرّ ذيلا

إلى الأمر المفارق للرّشاد

إذا ما عاينتك بنو سليم‌

ثنيت لهم بداهية نآد [1]

/ و قد علم المعاشر من سليم‌

بأنّى فيهم حسن الأيادي‌

فأورد يا خفاف فقد بليتم‌

بني عوف بحيّة بطن وادي‌

قال: ثم أصبح فأتى خفافا. و هو في ملإ من بني سليم، فقال: قد بلغني مقالتك يا خفاف، و اللّه لا أشتم عرضك و لا أسبّ أباك و أمّك، و لكنّي رام سوادك بما فيك [2] و إنك لتعلم أنّي أحمي المصافّ [3] و أتكرّم على السّلب [4] و أطلق الأسير و أصون السبيّة. و أما زعمك أني أتّقي بخيلي الموت فهات من قومك رجلا اتّقيت به.

و أما استهانتي بسبايا العرب فإني أحذو القوم في نسائهم بفعالهم في نسائنا، و أما قتلي الأسرى فإني قتلت الزّبيديّ بخالك؛ إذ عجزت عن ثأرك. و أما مكالبتي الصعاليك على الأسلاب، فو اللّه ما أتيت على مسلوب قطّ إلا لمت سالبه. و أما تمنّيك موتي. فإن متّ قبلك فأغن غنائي، و إن سليما لتعلم أني أخفّ عليهم مئونة، و أثقل على عدوّهم وطأة منك، و إنّك لتعلم أنّي أبحت حمى بني زبيد، و كسرت قرني الحارث [5] و أطفأت جمرة خثعم، و قلّدت بني كنانة قلائد العار، ثم انصرف. فقال خفاف أبياتا لم يحفظ الشيخ منها إلا قوله:

و لم تقتل أسيرك من زبيد

بخالي بل غدرت بمستفاد

فزندك في سليم شرّ زند

و زادك في سليم شرّ زاد

فأجابه العباس بقوله:

ألا من مبلغ عنّي خفافا

فإنّي لا أحاشي من خفاف‌

نكحت وليدة و رضعت أخرى‌

و كان أبوك تحمله قطاف‌

/ فلست لحاصن إن لم نزرها

تثير النّقع من ظهر النّعاف [6]

سراعا قد طواها الأين دهما

و كمتا لونها كالورس صاف [7]


[1] نآد: شديدة.

[2] السواد: الشخص. و في ب «و لكن رمى سوادك بما فيك».

[3] المصافّ: مواقف القتال.

[4] في ب، بيروت «و أتكلم على السبي».

[5] في ب، هب «و كسرت قوى بني الحارث».

[6] في ف «فلست بحاضن إن لم تروها». و الحاصن: العفيفة. و النعاف: جمع نعف؛ و هو المكان المرتفع في اعتراض.

[7] في ف، «المختار»، هب: سواهم بدل سراعا، و دهم و كمت «بالرفع».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 18  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست