فلجّ الهجاء بين ذي الرّمة
و بين هشام المرئيّ، فمرّ الفرزدق بذي الرمة و هو ينشد [8]:
صوت
وقفت على ربع لميّة
ناقتي
فما زلت أبكي عنده و أخاطبه
و أسقيه حتى كاد مما
أبثّه
تكلّمني أحجاره و ملاعبه
غنّى [9] فيه إبراهيم ثاني
ثقيل مطلق في مجرى البنصر، و سيأتي خبره بعد؛ لئلا ينقطع هذا الخبر.
فقال له الفرزدق: ألهاك
البكاء [10] في الديار، و العبد يرتجز [11] بك في المقابر [12]، يعني هشاما.
و كان [13] ذو الرّمّة
مستعليا هشاما حتى لقي جرير هشاما، فقال: غلبك العبد، يعني ذا الرّمة، قال: فما
أصنع يا أبا حزرة، و أنا راجز و هو يقصّد، و الرّجز لا يقوم للقصيد في الهجاء؟ و
لو رفدتني [14]، فقال جرير- لتهمته ذا الرّمّة