responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 86

و مضرّس. و كان [1] سعد بن معاذ حمل يومئذ جريحا إلى عمرو بن الجموح الحراميّ، فمنّ عليه و أجاره و أخاه يوم رعل، و هو على الأوس، من القطع و الحرق، فكافأه سعد بمثل ذلك في يوم بعاث.

و أقسم كعب بن أسد القرظيّ ليذلّنّ عبد اللّه بن أبيّ، و ليحلقنّ رأسه تحت مزاحم؛ فناداه كعب: انزل يا عدوّ اللّه. فقال له عبد اللّه: أنشدك اللّه و ما خذّلت عنكم. فسأل عما قال، فوجده حقّا، فرجع عنه.

العدول عن هدم أطم عبد اللّه بن أبيّ‌

و أجمعت الأوس على أن تهدم مزاحما أطم عبد اللّه بن أبيّ، و حلف حضير ليهدمنّه، فكلّم فيه، فأمرهم أن يريثوا [2] فيه، فحفروا فيه كوّة. و أفلت يومئذ الزبير بن إياس بن باطا ثابت بن قيس بن شمّاس أخا بني الحارث بن الخزرج، و هي النعمة التي كافأه بها ثابت في الإسلام يوم بني قريظة.

أبو قيس بن الأسلت لا يوافق على هدم دور الخزرج‌

و خرج حضير الكتائب و أبو عامر الراهب حتى أتيا قيس بن الأسلب بعد الهزيمة، فقال له حضير: يا أبا قيس؛ إن رأيت أن تأتي الخزرج قصرا قصرا و دارا دارا، نقتل و نهدم، حتى لا يبقى منهم أحد!/ فقال/ أبو قيس: و اللّه لا نفعل ذلك؛ فغضب حضير، و قال: ما سمّيتم الأوس [3] إلا لأنكم تئوسون الأمر أوسا. و لو ظفرت منّا الخزرج بمثلها ما أقالوناها. ثم انصرف إلى الأوس، فأمرهم بالرجوع إلى ديارهم.

موت حضير من جروحه‌

و كان حضير جرح يومئذ جراحة شديدة، فذهب به كليب [4] بن صيفيّ بن عبد الأشهل إلى منزله في بني أميّة بن زيد، فلبث عنده أيّاما ثم مات من الجراحة التي كانت به، فقبره اليوم في بني أمية بن زيد.

يهودي أعمى يتتبع سير القتال‌

و كان يهوديّ أعمى من بني قريظة يومئذ في أطم من آطامهم، فقال لابنة له: أشرفي على الأطم، فانظري ما فعل القوم، فأشرفت، فقالت: أسمع الصوت قد ارتفع في أعلى قورى، و أسمع قائلا يقول: اضربوا يا آل الخزرج. فقال: الدولة إذا على الأوس، لا خير في البقاء. ثم قال: ما ذا تسمعين؟ قالت: أسمع رجالا يقولون:

يا آل الأوس، و رجالا يقولون: يا آل الخزرج. قال: الآن حمي القتال. ثم لبث ساعة، ثم قال: أشرفي فاسمعي، فأشرفت، فقالت: أسمع قوما يقولون:

نحن بنو صخرة أصحاب الرّعل‌

قال: تلك بنو عبد الأشهل، فظفرت و اللّه الأوس- و صخرة أمّهم بنت مرّة بن ظفر أمّ بني عبد الأشهل- ثم وثب فرحا نحو باب الأطم فضرب رأسه بحلق بابه [5]، و كان من حجارة فسقط فمات.


[1] في أ «و هو أن سعد بن معاذ».

[2] الريث: الإبطاء، و في المختار «يؤثروا».

[3] في أ «ما سميتم الأوس أوسا».

[4] في المختار «طلبة بن صيفي».

[5] في هامش أ «حاق بابه: عضادة الباب»، و في المختار «بحاف بابه».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست