responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 70

فسمعت واحدة منهنّ و هي تقول: أ هو هو؟ فقالت الأخرى: نعم، و اللّه إنه لهو هو. فدنت مني ثم قالت: يا كهل، قل لهذا الذي معك:

ليست لياليك في خاخ [1] بعائدة

كما عهدت و لا أيّام ذي سلم‌

فقلت له: أجب، فقد سمعت. فقال: قد و اللّه قطع بي، و أرتج عليّ، فأجب عنّي، فالتفتّ إليها ثم قلت:

فقلت لها: يا عزّ كلّ مصيبة

إذا وطّنت يوما لها النفس ذلّت‌

/ فقالت المرأة: أوه! ثم مضت و مضينا، حتى إذا كنّا بمفرض طريقين مضى الفتى إلى منزله، و مضيت أنا إلى منزلي؛ فإذا أنا بجويرية تجذب ردائي، فالتفتّ إليها، فقالت: المرأة التي كلّمتك تدعوك. فمضيت معها حتى دخلت دارا، ثم صرت إلى بيت فيه حصير، و ثنيت لي وسادة فجلست عليها، ثم جاءت جارية بوسادة مثنيّة فطرحتها، و جاءت المرأة فجلست عليها، و قالت: أنت المجيب؟ قلت: نعم. قالت: ما كان أفظّ جوابك و أغلظه! قلت: و اللّه ما حضرني غيره. فبكت، ثم قالت لي: و اللّه ما خلق اللّه خلقا أحبّ إليّ من إنسان كان معك. قلت: أنا الضامن لك عنه ما تحبّين. قالت: أو تفعل؟ قلت: نعم. فوعدتها أن آتيها به في الليلة القابلة. و انصرفت، فإذا الفتى ببابي، فقلت: ما جاء بك؟ قال: علمت أنها سترسل إليك، و سألت عنك فلم أجدك فعلمت أنك عندها، فجلست أنتظرك. فقلت: فقد كان كلّ ما ظننت، و وعدتها أن آتيها بك في الليلة القابلة. فمضى ثم أصبحنا فتهيّأنا، و رحنا فإذا الجارية تنتظرنا، فمضت أمامنا، حتى دخلنا الدار، فإذا برائحة الطّيب، و جاءت فجلست مليّا، ثم أقبلت عليه فعاتبته طويلا، ثم قالت:

صوت‌

و أنت الذي أخلفتني ما وعدتني‌

و أشمتّ بي من كان فيك يلوم [2]

و أبرزتني للناس ثم تركتني‌

لهم غرضا أرمي و أنت سليم‌

فلو أنّ قولا يكلم الجسم قد بدا

بجسمي من قول الوشاة كلوم‌

/ ثم سكتت، فسكت الفتى هنيهة، ثم قال:

غدرت و لم أغدر [3] و خنت و لم أخن‌

و في دون هذا للمحبّ عزاء

/ جزيتك ضعف الودّ ثم صرمتني‌

فحبّك في قلبي إليك أداء

فالتفتت إليّ و قالت: أ لا تسمع ما يقول؟ قد أخبرتك! قال: فغمزته فكفّ، ثم قالت [4]:

فالتفتت إليّ و قالت: أ لا تسمع ما يقول؟ قد أخبرتك! قال: فغمزته فكفّ، ثم قالت [4]:

صوت‌

تجاهلت وصلي حين لجّت عمايتي‌

و هلّا صرمت الحبل إذ أنا مبصر!

و لي من قوى الحبل الذي قطعته‌

نصيب و إذ رأيي جميع موفّر


[1] خاخ: موضع بين مكة و المدينة.

[2] راجع هامش 2 من صفحة 100.

[3] كذا ضبط في أ، و الفعل كضرب و نصر و سمع، و البيتان في «المعاهد»: 1/ 164.

[4] و المعاهد: 1/ 164.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 17  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست