responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 540

أين الشباب و أيّة سلكا

لا أين يطلب ضلّ بل هلكا

لا تعجبي يا سلم من رجل‌

ضحك المشيب برأسه فبكى‌

فقال: صدقت. ثم أقبل على أبي الشيص، فقال له: و أنت يا أبا جعفر، فكأني بك و قد أنشدت قولك:

لا تنكري صدّي و لا إعراضي‌

ليس المقلّ عن الزمان براض‌

فقال له: لا. ما هذا أردت أن أنشد، و لا هذا بأجود شي‌ء قلته. قالوا: فأنشدنا ما بدا لك. فأنشدهم قوله:

صوت‌

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي‌

متأخّر عنه و لا متقدّم‌

أجد الملامة في هواك لذيذة

حبا لذكرك فليلمني اللّوّم‌

أشبهت أعدائي فصرت أحبّهم‌

إذ كان حظي منك حظّي منهم‌

/ و أهنتني فأهنت نفسي صاغرا [1]

ما من يهون عليك ممن يكرم [2]

لعريب في هذا الشعر لحنان: ثقيل أوّل، و رمل.

/ قال: فقال أبو نواس، أحسنت و اللّه و جودت! و حياتك لأسرقنّ هذا المعنى منك، ثم لأغلبنك عليه، فيشتهر ما أقول، و يموت ما قلت. قال: فسرق قوله:

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي‌

متأخّر عنه و لا متقدّم‌

سرقا خفيا [3]، فقال في الخصيب:

فما جازه جود و لا حل دونه‌

و لكن يسير الجود حيث يسير

فسار بيت أبي نواس، و سقط بيت أبي الشيص.

مجلس شعري آخر

نسخت من كتاب جدّي لأمي يحيى بن محمد بن ثوابة بخطه:

حدّثني الحسن بن سعد قال: حدّثني رزين بن عليّ الخزاعيّ أخو دعبل قال:

كنا عند أبي نواس أنا و دعبل و أبو الشيص و مسلم بن الوليد الأنصاريّ، فقال أبو نواس لأبي الشيص: أنشدني قصيدتك المخزية. قال: و ما هي؟ قال: الضادية. فما خطر بخلدي قولك:

ليس المقلّ عن الزمان براض‌

إلا أخزيتك [4] استحسانا لها، فإنّ الأعشى كان إذا قال القصيدة عرضها على ابنته، و قد كان ثقّفها و علمها ما بلغت به‌


[1] أ، م: عامدا.

[2] أ، م: أكرم.

[3] كذا في أ، م. و في بقية الأصول: خفيفا.

[4] أخزيتك: قلت: أخزاه اللّه!.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست