أخبرني علي بن سليمان قال:
حدّثنا محمد بن يزيد النحويّ قال:
خرج أبو تمام إلى خالد بن
يزيد بن مزيد و هو بأرمينية، فامتدحه، فأعطاه عشرة آلاف درهم و نفقة لسفره، و قال:
تكون العشرة الآلاف موفورة، فإن أردت الشخوص فاعجل، و إن أردت المقام عندنا فلك
الحباء و البرّ.
قال: بل أشخص. فودّعه؛ و
مضت أيام، و ركب خالد يتصيد، فرآه تحت شجرة، و بين يديه زكرة [1] فيها شراب، و
غلام يغنيه بالطّنبور. فقال: أبو تمام؟ قال: خادمك و عبدك. قال: ما فعل المال؟
فقال:
علّمني جودك السماح
فما
أبقيت شيئا لديّ من صلتك
ما مرّ شهر حتى سمحت
به
كأنّ لي قدرة كمقدرتك
تنفق في اليوم بالهبات و
في الساعة ما تجتنيه في سنتك
فلست أدري من أين
تنفق لو
لا أن ربي يمدّ في هبتك
فأمر له بعشرة أخرى،
فأخذها و خرج.
إعجاب الحسن بن رجاء
بمدحه فيه
أخبرني محمد بن يحيى
الصّولي قال: حدّثنا عون بن محمد الكنديّ قال: حدّثنا محمد بن سعد أبو عبد اللّه
الرقّيّ، و كان يكتب للحسن بن رجاء؛ قال:
قدم أبو تمام مادحا للحسن
بن رجاء، فرأيت منه رجلا عقله و علمه فوق شعره، فاستنشده الحسن و نحن على نبيذ
قصيدته اللامية التي امتدحه بها، فلما انتهى إلى قوله: