responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 531

و لقد علمت بأن ذلك معصم‌

ما كنت تتركه بغير سوار

فابتسم و قال: إنه لحقيق بذلك.

مدحه خالد بن يزيد الشيباني‌

أخبرني علي بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن يزيد النحويّ قال:

خرج أبو تمام إلى خالد بن يزيد بن مزيد و هو بأرمينية، فامتدحه، فأعطاه عشرة آلاف درهم و نفقة لسفره، و قال: تكون العشرة الآلاف موفورة، فإن أردت الشخوص فاعجل، و إن أردت المقام عندنا فلك الحباء و البرّ.

قال: بل أشخص. فودّعه؛ و مضت أيام، و ركب خالد يتصيد، فرآه تحت شجرة، و بين يديه زكرة [1] فيها شراب، و غلام يغنيه بالطّنبور. فقال: أبو تمام؟ قال: خادمك و عبدك. قال: ما فعل المال؟ فقال:

علّمني جودك السماح فما

أبقيت شيئا لديّ من صلتك‌

ما مرّ شهر حتى سمحت به‌

كأنّ لي قدرة كمقدرتك‌

تنفق في اليوم بالهبات و في الساعة ما تجتنيه في سنتك‌

فلست أدري من أين تنفق لو

لا أن ربي يمدّ في هبتك‌

فأمر له بعشرة أخرى، فأخذها و خرج.

إعجاب الحسن بن رجاء بمدحه فيه‌

أخبرني محمد بن يحيى الصّولي قال: حدّثنا عون بن محمد الكنديّ قال: حدّثنا محمد بن سعد أبو عبد اللّه الرقّيّ، و كان يكتب للحسن بن رجاء؛ قال:

قدم أبو تمام مادحا للحسن بن رجاء، فرأيت منه رجلا عقله و علمه فوق شعره، فاستنشده الحسن و نحن على نبيذ قصيدته اللامية التي امتدحه بها، فلما انتهى إلى قوله:

أنا من [2] عرفت فإن عرتك جهالة

فأنا المقيم قيامة العذّال‌

عادت له أيامه مسودّة

حتى توهم أنهن ليال‌

فقال الحسن: و اللّه لا تسودّ عليك بعد اليوم. فلما قال:

لا تنكري عطل الكريم من الغنى‌

فالسيل حرب للمكان العالي‌

و تنظّري حيث الركاب ينصّها

محيى القريض إلى مميت المال [3]

فقام الحسن بن رجاء على رجليه، و قال: و اللّه لا أتممتها إلا و أنا قائم. فقام أبو تمام لقيامه، و قال:

لما بلغنا ساحة الحسن انقضى‌

عنا تملّك دولة الإمحال‌


[1] زكرة: وعاء من جلد للخمر.

[2] أ، م و «الديوان» أنا ذو، و هي بمعنى «من» في لغة طيئ.

[3] «الديوان» خبب الركاب، و الخبب: ضرب من السير السريع. و ينصها: يسوقها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست