responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 527

و لكنني لم أحو وفرا مجمّعا

ففزت به إلا بشمل مبدّد

و لم تعطني الأيام نوما مسكّنا

ألذّ به إلا بنوم مشرّد

فقال عمارة: للّه درّه! لقد تقدم في هذا المعنى من سبقه إليه، على كثرة القول فيه، حتى لقد حبّب إليّ الاغتراب، هيه. فأنشده:

و طول مقام المرء في الحيّ مخلق‌

لديباجتيه فاغترب تتجدّد

فإني رأيت الشمس زيدت محبّة

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

فقال عمارة: كمل و اللّه، لئن كان الشعر بجودة اللفظ، و حسن المعاني، و اطراد المراد، و اتساق [1] الكلام، فإن صاحبكم هذا أشعر الناس.

تفضيل علي بن الجهم له‌

أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال: حدثني محمد بن موسى بن حمّاد قال: سمعت علي بن الجهم يصف أبا تمّام و يفضله، فقال له رجل: و اللّه لو كان أبو تمام أخاك ما زدت على مدحك هذا. فقال: إن لم يكن أخا بالنسب، فإنه أخ بالأدب و المودة؛ أ ما سمعت ما خاطبني به حيث يقول:

إن يكد مطرف الإخاء فإننا

نغدو و نسري في إخاء تالد [2]

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا

عذب تحدّر من غمام واحد

أو يفترق نسب يؤلف بيننا

أدب أقمناه مقام الوالد

زعم دعبل أنه يسرق معانيه‌

أخبرني محمد قال: حدثني هارون بن عبد اللّه المهلبيّ قال:

كنا في حلقة دعبل، فجرى ذكر أبي تمام، فقال دعبل: كان يتتبع معانيّ فيأخذها. فقال له رجل في مجلسه:

و أي شي‌ء من ذلك، أعزك اللّه؟ قال: قولي:

و إن امرأ أسدى إليّ بشافع‌

إليه و يرجو الشكر مني لأحمق‌

شفيعك فاشكر في الحوائج إنه‌

يصونك عن مكروهها و هو يخلق‌

فقال الرجل: فكيف قال أبو تمام؟ فقال: قال:

/

فلقيت بين يديك [3] حلو عطائه‌

و لقيت بين يديّ مرّ سؤاله‌

و إذا امرؤ أسدى إليك [4] صنيعة

من جاهه فكأنها من ماله‌


[1] أ، م: و استواء.

[2] أكدى: خاب و لم ينفع. و المطرف، المستحدث. و التالد: القديم.

[3] كذا في أ، م و «الديوان». و في بقية الأصول «يديه».

[4] أ، م: إليّ.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست