responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 525

28- أخبار أبي تمام و نسبه‌

نسبه و مذهبه الشعري‌

/ أبو تمام حبيب بن أوس الطائيّ، من نفس طيّى‌ء صليبة [1]. مولده و منشؤه منبج، بقرية منها يقال لها جاسم.

شاعر مطبوع، لطيف الفطنة، دقيق المعاني، غوّاص على ما يستصعب منها، و يعسر متناوله على غيره. و له مذهب في المطابق، هو كالسابق إليه جميع الشعراء، و إن كانوا قد فتحوه قبله، و قالوا القليل منه، فإن له فضل الإكثار فيه، و السلوك في جميع طرقه. و السليم من شعره النادر شي‌ء لا يتعلق به أحد. و له أشياء متوسطة، و رديئة رذلة جدا.

الخلاف حوله‌

و في عصرنا هذا من يتعصب له فيفرط، حتى يفضله على كل سالف و خالف، و أقوام يتعمّدون الردي‌ء من شعره فينشرونه، و يطوون محاسنه، و يستعملون القحة و المكابرة في ذلك، ليقول الجاهل بهم: إنهم لم يبلغوا علم هذا و تمييزه إلا بأدب فاضل، و علم ثاقب. و هذا مما يتكسب به كثير من أهل هذا الدهر، و يجعلونه و ما جرى مجراه من ثلب الناس، و طلب معايبهم، سببا للترفّع، و طلبا للرئاسة. و ليست إساءة في القليل، و أحسن في الكثير، مسقطة إحسانه؛ و لو كثرت إساءته أيضا ثم أحسن، لم يقل له عند الإحسان أسأت، و لا عند الصواب أخطأت، و التوسط في كل شي‌ء أجمل، و الحق أحق أن يتّبع.

منزلة شعره عنده‌

و قد روي عن بعض الشعراء أن أبا تمام أنشده قصيدة له أحسن في جميعها، إلا في بيت واحد، فقال له: يا أبا تمام، لو ألقيت هذا البيت ما كان في قصيدتك عيب. فقال له: أنا و اللّه أعلم منه مثل ما تعلم، و لكن مثل شعر الرجل عنده مثل أولاده، فيهم الجميل و القبيح، و الرشيد و الساقط، و كلهم حلو في نفسه، فهو و إن أحب الفاضل، لم يبغض الناقص، و إن هوي بقاء المتقدم، لم يهو موت المتأخر.

/ و اعتذاره بهذا ضدّ لما وصف به نفسه في مدحه الواثق، حيث يقول:

جاءتك من نظم اللسان قلادة

سمطان فيها اللؤلؤ المكنون‌

أحذاكها صنع اللسان يمدّه‌

جفر إذا نضب الكلام معين‌

و يسي‌ء بالإحسان ظنّا لا كمن‌

هو بابنه و بشعره مفتون‌

فلو كان يسي‌ء بالإساءة ظنّا و لا يفتتن بشعره، كنا في غنى عن الاعتذار له.


[1] أي ليس من مواليها و لا من حلفائها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست