أخبرنا يحيى بن عليّ بن
يحيى، عن أبيه، عن إسحاق، عن الأصمعيّ قال:
كانت الرواة لا تروي شعر
أبي دواد و لا عديّ بن زيد، لمخالفتهما مذاهب الشعراء [1]، قال: و كان أبو دواد
على خيل المنذر بن ماء السماء، فأكثر وصفه للخيل.
افتراق الإياديين ثلاث
فرق
أخبرني الحسن بن عليّ قال:
حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال:
حدّثني ابن أبي الهيذام
قال:
اسم أبي دواد الإيادي
جويرية بن الحجاج. و كانت له ناقة يقال لها الزّبّاء، فكانت بنو إياد يتبركون بها.
فلما أصابتهم السنة تفرّقوا ثلاث فرق، فرقة سلكت في البحر فهلكت، و فرقة قصدت
اليمن فسلمت، و فرقة قصدت أرض بكر بن وائل، فنزلوا على الحارث بن همّام.
و كان السبب في ذلك أنهم
أرسلوا الزّباء، و قالوا إنها ناقة ميمونة، فخلوها، فحيث توجهت فاتبعوها. و كذلك
كانوا يفعلون إذا أرادوا نجعة. فخرجت تخوض العرب، حتى بركت بفناء الحارث بن همّام،
و كان أكرم الناس جوارا، و هو جار أبي دواد المضروب به المثل. فقال أبو دواد يمدح
الحارث، و يذكر ناقته الزّباء:
فإلى ابن همّام بن
مرّة أصعدت
ظعن الخليط بهم فقلّ زيالها
أنعمت نعمة ماجد ذي
منة
نصبت عليه من العلا أظلالها
و جعلنا دون الوليّ
فأصبحت
زباء منقطعا إليك عقالها
فخر إياد على العرب
أخبرني أحمد بن عبيد اللّه
بن عمار قال: حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال:
كانت إياد تفخر على العرب،
تقول: منا أجود الناس كعب بن مامة، و منا أشعر الناس أبو دواد، و منا أنكح الناس
ابن ألغز [2].
ابن ألغز
أخبرني محمد بن العباس
اليزيديّ قال:/ حدّثنا عيسى بن إسماعيل تينة قال: حدّثني القحذميّ قال:
كان ابن ألغز أيّرا، فكان
إذا أنعظ احتكت الفصال بأيره، قال: و كان في إياد امرأة تستصغر أيور الرجال،
فجامعها ابن ألغز، فقالت: يا معشر إياد، أ بالرّكب تجامعون النساء؟ قال: فضرب بيده
على أليتها و قال: ما هذا؟
فقالت و هي لا تعقل ما
تقول: هذا القمر. فضرب العرب بها المثل: «أريها استها و تريني القمر». و أنشد و قد كان الحجاج منع من
لحوم البقر خوفا من قلّة العمارة في السواد، فقيل فيه:
[1]
صرح ابن قتيبة في «الشعر و الشعراء» ص 121
بهذه المخالفة، فقال: لأن ألفاظهما ليست بنجدية. و كذلك قال المرزباني في «الموشح».
[2]
قال في «تاج العروس»: و اسمه سعد أو عروة بن أشيم ... أو
الحارث. و لا خلاف في اسم أبيه أشيم.