و قال أخو جرم ألا لا هوادة
و لا وزر إلا النجاء المشمر
/ أبى اللّه إلّا أننا آل خندف
بنا يسمع الصوت الأنام و يبصر
إذا ما تمضّرنا فلا ناس [1] غيرنا
و نضعف أحيانا و لا نتمضّر
و قال أيضا [2]:
فما شهدت خيل امرئ القيس غارة
بثهلان تحمي عن ثغور الحقائق
أثرنا به نقع الكلاب و أنتم
تثيرون نقع الملتقى بالمعازق
أدرنا على جرم و أفناء مذحج
رحى الموت فوق العاملات الخوافق
صدمناهم دون الأمانيّ صدمة
عماسا بأطواد طوال شواهق
إذا نطحت شهباء شهباء بينها
شعاع القنا و المشرفيّ البوارق
و قال البراء بن قيس الكنديّ:
قتلتنا تميم يوما جديدا [3]
قتل عاد و ذاك يوم الكلاب
يوم جئنا يسوقنا الحين سوقا
نحو قوم كأنهم أسد غاب
سرت في الأزد و المذاحج طرّا
بين صلّ و كاشر الأنياب [4]
و بني كندة الملوك و لخم
و جذام و حمير الأرباب
و مراد و خثعم و زبيد
و بني الحارث الطوال الرّغاب
و حشدنا الصميم نرجو نهابا
فلقينا البوار دون النّهاب
لقيتنا أسود سعد و سعد
خلقت في الحروب سوط عذاب
تركوني مسهّدا في وثاق
أرقب النجم ما أسيغ شرابي
خائفا للردى و لو لا دفاعي
بمئين عن مهجتي كالضباب
/ لسقيت الرّدى و كنت كقومي
في ضريح مغيّبا في التراب
تذرف الدمع بالعويل نسائي
كنساء بكت قتيل الرّباب
فلعيني على الألى فارقوني
درر [5] من دموعها بانسكاب
كيف أبغي الحياة بعد رجال
قتلوا كالأسود قتل الكلاب
منهم الحارثيّ عبد يغوث
و يزيد الفتيان و ابن شهاب
[1] فلا ناس: كذا في ف. و في الأصول و «الديوان» فما الناس.
[2] «ديوانه» [407] . و فيه اختلاف في الرواية.
[3] ف: يوم جديد.
[4] كذا في ف. و في الأصول «و بكيل و حاشد الأنياب».
[5] الدرر: جمع درة، و هي الدفعة من المطر.