ثم التفت إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، ما سمعت إلا خيرا. قال: أجل. فهل لك أن أوليك حوران؟ قال: نعم.
فولاه إياها، فمات بها.
رثاء الحطيئة علقمة
فقال الحطيئة يرثيه:
لعمري لنعم الحيّ من آل جعفر
بحوران أمسى أقصدته الحبائل
لقد أقصدت جودا و مجدا و سؤددا
و حلما أصيلا خالفته المجاهل
فإن تحي لا أملل حياتي و إن تمت
فما في حياة بعد موتك طائل
و في أول هذه القصيدة التي رثى بها الحطيئة علقمة غناء نسبته:
صوت
أرى العيس تخدي بين قوّ فضارج
كما لاح في الصبح الأشاء الحوامل
فأتبعتهم عينيّ حتى تفرقت
مع الليل عن ساق الفريد الجمائل
فلأيا قصرت الطرف عنهم بجسرة
أمون إذا و اكلتها لا تواكل
غنى في هذه الأبيات سائب خاثر ثاني ثقيل بالوسطى، من رواية حماد بن إسحاق و الهشاميّ.
رثاء لأبي العباس الأعمى في بني أمية
ليت شعري أ فاح رائحة المس
- ك و ما إن إخال بالخيف إنسي
حين غابت بنو أميّة عنه
و البهاليل من بني عبد شمس
خطباء على المنابر فرسا
ن عليها و قالة غير خرس
إخال: أظن. خلت كذا و كذا، فأنا إخاله: إذا ظننته، و خال عليّ الشيء يخيل: إذا شككت فيه. و ليت شعري:
كلمة تقولها العرب عند الشيء تحبّ علمه، و تسأل عنه.
و أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ قال: حدثني عمر بن شبّة قال: سأل رجل أبا عبيدة: ما أصل «ليت شعري»؟
فقال: كأنه قال: ليتني شعرت بكذا و كذا، ليتني علمت حقيقته.
الشعر لأبي العباس الأعمى، و الغناء لابن سريج، رمل بالبنصر في مجراها.