أن هشاما لما أراد أن
يوليه العهد، كتب بذلك إلى خالد بن عبد اللّه القسريّ، فقال خالد: أنا بريء من
خليفة يكنى أبا شاكر. فبلغ قوله هشاما، فكان سبب إيقاعه به.
كأس أم حكيم في خزائن
المأمون و المعتمد
أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش قال: حدثني محمد بن موسى قمطر، عن إسماعيل بن مجمع قال:
كنا نخرج ما في خزائن
المأمون [1] من الذهب و الفضة، فنزكّي عنه، فكان فيما يزكّى عنه، قائم كأس أم
حكيم، و كان فيه من الذهب ثمانون مثقالا. قال محمد بن موسى: سألت إسماعيل بن مجمع
عن صفته، فقال:
كأس كبير من زجاج أخضر،
مقبضه من ذهب. هكذا ذكر إسماعيل.
و قد حدثني علي بن صالح بن
الهيثم بمثله [2]، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد المادرائيّ قال:
لما أخرج المعتمد ما في
الخزائن ليباع، في أيام ظهور الناجم بالبصرة، أخرج إلينا كأس أم حكيم، فكان كأسا
مدوّرا على هيئة القحف [3]، يسع ثلاثة أرطال، فقوّم بأربعة دراهم، فعجبنا من حصول
مثله في الخزانة، مع خساسة قدره، فسألنا الخازن عنه. فقال: هذا كأس أمّ حكيم،
فرددناه إلى الخزانة. و لعل الذهب الذي كان عليه أخذ منه حينئذ، ثم أخرج ليباع.
محمد بن الجنيد الختلي و
كأس أم حكيم
قال محمد بن موسى: و ذكر
لي عبيد اللّه بن محمد عن أبي الأغرّ، قال: كنا مع محمد بن الجنيد الختّليّ أيام
الرشيد، فشرب ذات ليلة، فكان صوته:
علّلاني بعاتقات
الكروم
و اسقياني بكأس أم حكيم
فلم يزل يقترحه و يشرب
عليه حتى السحر، فوافاه كتاب خليفته في دار الرشيد: إن الخليفة/ على الركوب. و كان
محمد أحد أصحاب الرشيد، و من يقدّم دابته، فقال: ويحكم! كيف أعمل و الرشيد لا يقبل
لي عذرا و أنا سكران.
فقالوا: لا بدّ من/
الركوب، فركب على تلك الحال؛ فلما قدّم إلى الرشيد دابته، قال له: يا محمد، ما هذه
الحال التي أراك عليها؟ قال: لم أعلم برأي أمير المؤمنين في الركوب، فشربت ليلي
أجمع. قال: فما كان صوتك؟
فأخبره.
فقال له: عد إلى منزلك،
فلا فضل فيك، فرجع إلينا و خبّرنا بما جرى، و قال: خذوا بنا في شأننا، فجلسنا على
سطح، فلما متع النهار إذا خادم من خدم أمير المؤمنين قد أقبل إلينا على برذون، في
يده شيء مغطّى بمنديل،