و أمّها زينب بنت عبد
الرّحمن بن الحارث بن هشام، و كانت هي و أمها من أجمل نساء قريش، فكانت قريش تقول
لأم حكيم: الواصلة بنت الواصلة، و قيل: الموصلة بنت الموصلة، لأنهما وصلتا الجمال
بالكمال.
جدتها
و أم زينب عبد الرّحمن بن
الحارث بن هشام: سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي خارجة بن عوف بن أبي حارثة
بن لأم الطائيّ. و كانت سعدى بنت عوف عند عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة، فولدت
له سلمة و ريطة. ثم توفّي عنها، فخلف عليها طلحة بن عبيد اللّه، فولدت له يحيى و
عيسى، ثم قتل عنها، فخطبها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فتكلم بنوها، و كرهوا
أن تتزوج و قد صاروا رجالا، فقالت: إنه قد بقي في رحم أمكم فضلة شريفة، لا بد من
خروجها، فتزوجها. فولدت له المغيرة بن عبد الرّحمن الفقيه، و زينب، و هي أمّ أم
حكيم.
و كان المغيرة أحد أجواد
[2] قريش و المطعمين منهم، و قد قدم الكوفة على عبد الملك بن بشر بن مروان، و كان
صديقه، و بها جماعة يطعمون الناس من قريش و غيرهم، فلما قدم تغيبوا، فلم يظهر أحد
منهم حتى خرج، و بث المغيرة الجفان في السكك و القبائل يطعم الناس، فقال فيه شاعر
من أهل الكوفة:
أتاك البحر طمّ على
قريش
مغيريّ فقد راغ ابن بشر
قال مصعب الزبيريّ: هو-
يعني المغيرة- مطعم الجيش بمنى، و هو إلى الآن يطعم عنه. قال: و كانت أخته زينب
أحسن الناس وجها و قدّا، و كأن أعلاها/ قضيب، و أسفلها كثيب،/ فكانت تسمى الموصلة.
و سميت بنتها أمّ حكيم بذلك، لأنها أشبهتها.
حسن جسدها
أخبرني [3] عمي قال: حدثني
ابن أبي سعد قال: حدثني عليّ بن محمد بن يحيى الكنانيّ عن أبيه قال:
كانت زينب بنت عبد الرّحمن
من لين جسدها يقال لها الموصلة [3]:
[1]
من هنا يبدأ الجزء الخامس عشر من
المخطوطة رقم 1319 أدب.