هو الفضل بن عبد الصمد
مولى رقاش. و هو من ربيعة، و كان مطبوعا سهل الشعر، نقيّ الكلام، و قد ناقض أبا
نواس، و فيه يقول أبو نواس:
وجدنا الفضل أكرم من
رقاش
لأن الفضل مولاه الرسول
أراد أبو نواس بهذا نفيه
عن ولائه، لأنه كان أكرم ممن ينتمي إليه، و ذهب أبو نواس إلى قول النبي صلّى اللّه
عليه و سلّم: أنا مولى من لا مولى له.
انقطاعه للبرامكة و
وفاؤه لهم
و ذكر إبراهيم بن تميم، عن
المعلّى بن حميد:
أن الرقاشيّ كان من العجم
من أهل الريّ.
و قد مدح الرقاشيّ الرشيد
و أجازه، إلا أن انقطاعه كان إلى آل برمك، فأغنوه عن سواهم.
أخبرني حبيب بن نصر
المهلبيّ قال: حدّثنا أحمد بن يزيد المهلبيّ قال: حدّثني أبي، قال:
كان الفضل الرقاشيّ منقطعا
إلى آل برمك، مستغنيا بهم عن سواهم، و كانوا يصولون به على الشعراء، و يروّون
أولادهم أشعاره، و يدونون القليل و الكثير منها، تعصبا له، و حفظا لخدمته، و
تنويها باسمه، و تحريكا لنشاطه، فحفظ ذلك لهم، فلما نكبوا صار إليهم في حبسهم،
فأقام معهم مدّة أيامهم، ينشدهم و يسامرهم، حتى ماتوا، ثم رثاهم فأكثر [1]، و نشر
محاسنهم وجودهم و مآثرهم فأفرط، حتى نشر منها ما كان مطويا، و أذاع منها ما كان
مستورا؛ و جرى على شاكلته/ بعدهم، و كان كالموقوف المديح على جميعهم، صغيرهم و
كبيرهم. ثم انقطع إلى طاهر [2] و خرج معه إلى خراسان، فلم يزل بها معه حتى مات.
مجونه
و كان مع تقدّمه في الشعر
ماجنا خليعا، متهاونا بمروءته و دينه، و قصيدته التي يوصي فيها بالخلاعة و المجون
مشهورة، سائرة في الناس، مبتذلة في أيدي الخاصة و العامة، و هي التي أوّلها:
أوصى الرقاشيّ إلى
إخوانه
وصية المحمود في ندمانه
[1]
سقطت بقية هذا الخبر و الذي يليه من
أخبار الرقاشي، من جميع الأصول ما عدا ف، مب.