responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 424

حيلة مالك في التخلص من برذع حين حاصره هو و آخرون‌

قال: ثم إن مالك بن كعب خرج يوما لبعض حاجته، فبينا هو يمشي وحده، إذ لقيه برذع و معه رجلان من بني ظفر، فلما رأوا مالكا أقبلوا نحوه، فبدرهم مالك إلى مكان من الحرّة كثير الحجارة مشرف، فقام عليه، و أخذ في يده أحجارا، و أقبلوا حتى دنوا منه، فشاتموه و راموه بالحجارة؛ و جعل مالك يلتفت إلى الطريق الذي جاء منه، كأنه يستبطئ ناسا، فلما رآه برذع و صاحباه يكثر الالتفات، ظنوا أنه ينتظر ناسا كانوا معه، و خشوا أن يأتوهم على تلك الحال، فانصرفوا عنه، فقال مالك بن أبي كعب في ذلك:

لعمر أبيها لا تقول حليلتي:

ألا فرّ عني مالك بن أبي كعب‌

أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا

و أنجو إذا غمّ الجبان من الكرب‌

أبى لي أن أعطى الصّغار ظلامة

جدودي و آبائي الكرام أولو السّلب [1]

هم يضربون الكبش يبرق بيضه‌

ترى حوله الأبطال في حلق شهب‌

و هم أورثوني مجدهم و فعالهم‌

فأقسم لا يزري بهم أبدا عقبي‌

و يروى: لا يخزيهم.

و أرعى لجاري [2] ما حييت ذمامه‌

و أعرف ما حقّ الرفيق على الصحب‌

و لا أسمع النّدمان شيئا يريبه‌

إذا الكأس دارت بالمدام على الشّرب‌

إذا ما اعترى بعض الندامى لحاجة

فقولي له: أهلا و سهلا و في الرحب‌

/ إذا أنفدوا الزّق الرويّ و صرّعوا

نشاوى فلم أنقع [3] بقولهم: حسبي‌

بعثت إلى حانوتها فاستبأتها

بغير مكاس في السّوام و لا غصب‌

/ و قلت: اشربوا ريّا هنيئا فإنها

كماء القليب في اليسارة و القرب‌

يطاف عليهم بالسّديف و عندهم‌

قيان يلهّين المزاهر بالضرب‌

فإن يصبروا لي الدهر أصبرهم بها

و يرحب لهم باعي و يغزر لهم شربي‌

و كان أبي في المحل يطعم ضيفه‌

و يروي نداماه و يصبر في الحرب‌

و يمنع مولاه و يدرك تبله‌

و لو كان ذاك التبل في مركب [4] صعب‌

إذا ما منعت المال منكم لثروة

فلا يهنني مالي و لا ينم لي كسبي‌


[1] في ف، مب:

أبى لي أن أعطي ظلامة معشري‌

جدودي و آبائي الكرام ذوو الشغب‌

. [2] ف، مب: علي لجاري.

[3] في الأصول عدا ف: أقطع.

[4] في الأصول عدا ف: مطلب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست