قال: ثم إن مالك بن كعب
خرج يوما لبعض حاجته، فبينا هو يمشي وحده، إذ لقيه برذع و معه رجلان من بني ظفر،
فلما رأوا مالكا أقبلوا نحوه، فبدرهم مالك إلى مكان من الحرّة كثير الحجارة مشرف،
فقام عليه، و أخذ في يده أحجارا، و أقبلوا حتى دنوا منه، فشاتموه و راموه
بالحجارة؛ و جعل مالك يلتفت إلى الطريق الذي جاء منه، كأنه يستبطئ ناسا، فلما رآه
برذع و صاحباه يكثر الالتفات، ظنوا أنه ينتظر ناسا كانوا معه، و خشوا أن يأتوهم
على تلك الحال، فانصرفوا عنه، فقال مالك بن أبي كعب في ذلك: