responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 408

/ قال: فأطرق المأمون مليّا، ثم قال: قبح اللّه من لا أدب له! ثم قال: أنشدني يا نضر أخلب بيت للعرب. قال:

قلت: قول حمزة بن بيض يا أمير المؤمنين:

تقول لي و العيون هاجعة:

أقم علينا يوما، فلم أقم‌

قالت: فأيّ الوجوه؟ قلت لها:

لأيّ وجه إلا إلى الحكم؟

متى يقل حاجبا سرادقه:

هذا ابن بيض بالباب، يبتسم‌

قد كنت أسلمت فيك مقتبلا

فهات إذ حلّ أعطني سلمي [1]

فقال المأمون: للّه درّك، كأنما شق لك عن قلبي! فأنشدني أنصف بيت للعرب. قال: قلت: قول أبي عروبة المدني [2]:

إني و إن كان ابن عمي عاتبا [3]

لمزاحم من خلفه و ورائه‌

و مفيده نصري و إن كنت [4] امرأ

متزحزحا عن أرضه و سمائه‌

و أكون والي سره و أصونه‌

حتى يحين عليّ وقت أدائه‌

و إذا الحوادث أجحفت بسوامه‌

قرنت صحيحتنا إلى جربائه‌

و إذا دعا باسمي ليركب مركبا

صعبا قعدت له على سيسائه‌

و إذا أتى من وجهه بطريفة

لم أطّلع ممّا [5] وراء خبائه‌

و إذا ارتدى ثوبا جميلا لم أقل:

يا ليت أن عليّ حسن ردائه‌

فقال: أحسنت يا نضر؛ أنشدني الآن أقنع بيت قالته العرب. فأنشدته قول ابن عبدل الأسديّ:

/

إني امرؤ لم أزل، و ذاك من الل

- ه قديما، أعلّم الأدبا

أقيم بالدار ما اطمأنت بي الدا

ر و إن كنت مازحا طربا

لا أجتوي خلّة الصديق و لا

أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا

أطلب ما يطلب الكريم من‌

الرّزق بنفسي و أجمل الطلبا

و أحلب الثرة الصفي و لا

أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا

رغّبته في صنيعة رغبا


[1] أسلمت: أسلفت. يريد أنه قدم إليه مديحه و لم يأخذ جائزته. و مقتبلا: مستأنفا. و سلمى: سلفى، يري جائزتي. و في الأصول:

هات أدخلن ذا و اعطني سلمى‌

. [2] كذا في ف و «معجم الأدباء» لياقوت «ترجمة النضر بن شميل». و في مب: ابن أبي عروبة. و في هامشها: المزني. و في «طبقات النحويين» للزبيديّ ص 57 «عروبة المدني». و نسبت هذه الأبيات في «الحماسة» إلى الهذيل بن مشجعة البولاني «شرح التبريزي» طبعة الأميرية 4: 104.

[3] ف، مب: غائبا.

[4] كذا في ف، مب. و في الأصول: و إن كان.

[5] ف و الأصول: فيما.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست