responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 407

لي: بل أزيدك على ما أعطيت الكميت. فأمر لي بمائة ألف درهم، كما أعطي الكميت، و زادني عليه، و صنع بي في سائر الألطاف كما صنع به، فلما فرغت من حاجتي أتيته يوما و معي تذكرة بحاجة القوم في الديات، فلما جلس أنشدته:

أتيناك في حاجة فاقضها

و قل مرحبا يجب المرحب‌

و لا تكلنّا إلى معشر

متى يعدوا عدة يكذبوا

فإنك في الفرع من أسرة

لهم خضع الشرق و المغرب‌

و في أدب منهم ما نشأت‌

و نعم لعمرك ما أدّبوا

بلغت لعشر مضت من سني

- ك ما يبلغ السيد الأشيب‌

فهمّك فيها جسام الأمور

و همّ لداتك أن يلعبوا

فقال: مرحبا بك و بحاجتك، فما هي؟ فأخرجت إليه رقعة القوم، و قلت: حمالات في ديات. فتبسم، ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم. فقلت: أو غير ذلك أيها الأمير؟ قال: و ما هو؟ قلت: أدلّ على قبر المهلّب، حتى أشكو إليه قطيعة ولده. فتبسم، ثم قال: زده يا غلام عشرة آلاف أخرى، فأبيت، و قلت: بل أدل على قبر المهلب، فقال: زده يا غلام عشرة آلاف أخرى، فما زلت أكررها و يزيدني عشرة آلاف،/ حتى بلغت سبعين [1] ألفا. فخشيت و اللّه أن يكون يلعب أو يهز أبي، فقلت: وصلك اللّه أيها الأمير، و آجرك، و أحسن جزاءك. فقال مخلد: أما و اللّه لو أقمت على كلامك، ثم أتى ذلك على خراج خراسان لأعطيتكه.

مجلس المأمون و النضر بن شميل‌

أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدّثني النضر بن شميل، قال:

دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو و عليّ أطمار مترعبلة [2]؛ فقال لي: يا نضر، تدخل على أمير المؤمنين في مثل هذه الثياب؟ فقلت: إن حرّ مرو لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق. فقال: لا. و لكنك رجل متقشّف. فتجارينا الحديث، فقال المأمون: حدّثني هشيم بن بشير [3]، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إذا تزوّج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد من عوز». هكذا قال: سداد بالفتح.

فقلت: صدق، يا أمير المؤمنين. حدّثني عوف الأعرابيّ عن الحسن، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إذا تزوّج الرجل المرأة لدينها و جمالها، كان فيه سداد من عوز»، و كان المأمون متكئا فاستوى جالسا، و قال: السّداد لحن يا نضر عندك؟

قلت: نعم هاهنا يا أمير المؤمنين؛ و إنما هشيم لحن، و كان لحانة، فقال: ما الفرق بينهما؟ قلت: السّداد: القصد في الدّين/ و الطريقة و السبيل. و السّداد: البلغة، و كل ما سددت به شيئا فهو سداد. و قد قال العرجيّ:

أضاعوني و أيّ فتى أضاعوا

ليوم كريهة و سداد ثغر


[1] كذا في ف، مب. و في الأصول: تسعين.

[2] ممزقة.

[3] ف، مب: هشيم بن يسار. و انظره في «خلاصة» الخزرجي.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست