responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 348

غنى في هذه الأبيات الدارميّ خفيف رمل بالوسطى عن الهشامي؛ و فيه لعريب خفيف ثقيل مطلق، و هو الذي يغني الآن، و يتعارفه الناس.

يرثي أبا عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة

أخبرني عيسى بن الحسين، قال: حدّثنا الزبير، قال: حدّثني سليمان بن عياش السعديّ، قال:

كان الخارجيّ منقطعا إلى أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة، و كان يكفيه مئونته، و يفضل عليه، و يعطيه في كل سنة ما يكفيه و يغنيه، و يغني قومه و عياله، من البرّ و التمر و الكسوة في الشتاء و الصيف، و يقطعه القطعة بعد القطعة من إبله و غنمه، و كان منقطعا إليه و إلى زيد بن الحسن، و ابنه الحسن بن زيد، و كلهم به برّ، و إليه محسن. فمات أبو عبيدة، و كان ينزل الفرش من ملل، و كان الخارجي ينزل الروحاء، فقال يرثيه:

ألا أيها الناعي ابن زينب غدوة

نعيت الندى دارت عليه [1] الدوائر

لعمري لقد أمسى قرى الضيف عاتما [2]

بذي الفرش لما غيبتك المقابر

/ إذا سوفوا نادوا صداك و دونه‌

صفيح و خوّار من الترب مائر

ينادون من أمسى تقطّع دونه‌

من البعد أنفاس الصدور الزوافر

فقومي اضربي عينيك يا هند لن ترى‌

أبا مثله تسمو إليه المفاخر

قال الزبير: فحدّثني سليمان بن عياش، قال:

كانت هند بنت أبي عبيدة عند عبد اللّه بن حسن بن حسن، فلما مات أبوها جزعت عليه جزعا شديدا، و وجدت وجدا عظيما، فكلم عبد اللّه بن الحسن محمد بن بشير الخارجيّ أن يدخل إليها، فيعزيها و يسليها [3] عن أبيها، فدخل إليها معه. فلما نظر إليها صاح بأعلى صوته:

قومي اضربي عينيك يا هند لن تري‌

أبا مثله تسمو إليه المفاخر

و كنت إذا فاخرت أسميت والدا

يزين كما زان اليدين الأساور

فإن تعوليه يشف يوما عويله‌

غليلك أو يعذرك بالنوح عاذر

و تحزنك ليلات طوال و قد مضت‌

بذي الفرش ليلات تسر قصائر

فلقاه رب يغفر الذنب رحمة

إذا بليت يوم الحساب السرائر

إذا ما ابن زاد الركب [4] لم يمس ليلة

قفا صفر لم يقرب الفرش زائر

لقد علم الأقوام أن بناته‌

صوادق إذ يندبنه و قواصر


[1] عليه: كذا في ف. و في سائر الأصول: عليك.

[2] عاتما: بطيئا مؤخرا. و انظر بعض هذه الأبيات في «معجم ما استعجم» للبكري في رسم (ملل).

[3] ف، مب: و يؤسيها. و الأبيات التالية متصلة بسابقتها.

[4] زاد الركب هنا زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد جد أبي عبيدة. و أزواد الركب: لقب ثلاثة من قريش: مسافر بن أبي عمرو، و أبو أمية بن المغيرة، و زمعة هذا، لقبوهم بذلك لأنهم لم يكن يتزود معهم أحد في سفر: يطعمونه و يكفونه الزاد و يغنونه. و صفر: جبل أحمر كريم المغرس بالفرش. و الفرش: موضع بين المدينة و ملل، يقال له فرش ملل. و البيت ساقط من الأصول ما عدا ف، مب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست