responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 308

فقالت أمه:

إنا بنو ثعلبة بن مالك‌

مرزّأ أخيارنا كذلك‌

من بين مقتول و بين هالك‌

و لا يكون الرزء إلا ذلك‌

قال أبو عبيدة: و شدّت أمه عليه عصابة. فاستسقاها ماء، فقالت: إنك إن شربت الماء مت، فكرّ على القوم. فكر راجعا يشد على القوم و يذبّهم، و نزفه الدم حتى اثخن، فقال للظعن: أوضعن [1] ركابكن خلفي، حتى تنتهين إلى أدنى بيوت الحي، فإني لما بي، و سوف أقف دونكن لهم على العقبة، و أعتمد على رمحي، فلن يقدموا عليكن لمكاني. ففعلن ذلك، فنجون إلى مأمنهن.

/ قال أبو عبيدة: قال أبو عمرو بن العلاء: و لا نعلم قتيلا و لا ميتا حمى ظعائن غيره. قال: و إنه يومئذ لغلام له ذؤابة. قال: فاعتمد على رمحه، و هو واقف لهن على متن فرسه، حتى بلغن مأمنهن، و ما تقدّم القوم عليه.

فقال: نبيشة بن حبيب: إنه لمائل العنق، و ما أظنه إلا قد مات. فأمر رجلا من خزاعة كان معه أن يرمي فرسه.

فرماها فقمصت و زالت، فمال عنها ميتا. قال: و يقال بل الذي رمى فرسه نبيشة. فانصرفوا عنه، و قد فاتهم الظّعن.

قال أبو عبيدة: و لحقوا يومئذ أبا الفرعة الحارث بن مكدم، فقتلوه، و ألقوا على ربيعة أحجارا.

أشعار في رثائه‌

فمر به رجل من بني الحارث بن فهر، فنفرت ناقته من تلك الأحجار التي أهليت على ربيعة. فقال يرثيه و يعتذر ألا يكون عقر ناقته على قبره، و حض على قتلته، و عيّر من فر و أسلمه من قومه:

نفرت قلوصى من حجارة حرة

بنيت على طلق اليدين و هوب‌

لا تنفري يا ناق منه فإنه‌

سبّاء خمر مسعر لحروب‌

لو لا السّفار و بعد خرق مهمه‌

لتركتها تحبو على العرقوب‌

/ فر الفوارس عن ربيعة بعد ما

نجّاهم من غمّة المكروب [2]

يدعو عليا حين أسلم ظهره‌

فلقد دعوت هناك غير مجيب‌

للّه در بني عليّ إنهم‌

لم يحمشوا غزوا كولغ الذيب [3]

نعم الفتى أدى نبيشة بزّه‌

يوم الكديد، نبيشة بن حبيب [4]

لا يبعدن ربيعة بن مكدم‌

و سقى الغوادي قبره بذنوب‌

/ قال أبو عبيدة: و يقال إن الذي قال هذا الشعر هو ضرار بن الخطاب بن مرداس، أحد بني محارب بن فهر.

و قال آخر: هو حسان بن ثابت. و قال الأثرم: أنشدني أبو عبيدة مرة أخرى هذا البيت:

و سقى الغوادي قبره بذنوب‌


[1] الإيضاع: نوع من السير سريع.

[2] غمة: كذا في ف، مب. و في الأصول: غمرة.

[3] هذا البيت و الذي بعده عن ف، مب. و يحمشوا: يحرضوا على القتال و يلهبوه. و الولغ: مصدر ولغ الذئب في الماء: شرب منه.

[4] البز: السلاح، درعا و غيرها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 16  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست