و قد أخبرني بهذا الخبر
عمي رحمه اللّه أتم من هذا، قال: نسخت من كتاب المفضل بن سلمة: قال أبو عكرمة
الضبيّ: قال المفضل الضبيّ:
كنت يوما جالسا على بابي و
أنا محتاج إلى درهم، و عليّ عشرة آلاف درهم [1]، إذ جاءني رسول المهديّ، فقال: أجب
أمير المؤمنين. فقلت: ما بعث إليّ في هذا الوقت إلا لسعاية ساع. و تخوّفته،
لخروجي- كان- مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن [2]، فدخلت منزلي، فتطهرت و لبست
ثوبين نظيفين، و صرت إليه. فلما مثلث بين يديه سلمت، فردّ عليّ، و أمرني بالجلوس.
فلما سكن جأشي، قال لي: يا مفضل، أيّ بيت قالته العرب أفخر؟
فتشككت ساعة، ثم قلت: بيت
الخنساء. و كان مستلقيا فاستوى جالسا، ثم قال: و أي بيت هو؟ قلت قولها:
و إنّ صخرا لتأتمّ
الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
فأومأ إلى إسحاق بن بزيع
[3]، ثم قال: قد قلت له ذلك فأباه. فقلت: الصواب ما قاله أمير المؤمنين. ثم قال:
حدّثني يا مفضل. قلت: أي
الحديث أعجب إلى أمير المؤمنين؟ قال: حديث النساء. فحدّثته حتى انتصف النهار، ثم
قال لي:/ يا مفضل، أسهرني البارحة بيتا ابن مطير، و أنشد/ البيتين المذكورين في
الخبر الأول. ثم قال: أ لهذين ثالث يا مفضل؟ نعم يا أمير المؤمنين. فقال: و ما هو؟
فأنشدته قوله:
و كم قد رأينا من
تغير عيشة
و أخرى صفا بعد اكدرار غديرها
و كان المهديّ رقيقا
فاستعبر، ثم قال: يا مفضل، كيف حالك؟ قلت: كيف يكون حال من هو مأخوذ بعشرة آلاف
درهم؟ فأمر لي بثلاثين ألف درهم، و قال: اقض دينك، و أصلح شأنك. فقبضتها و انصرفت.
يمدح المهدي فيمنحه
سبعين ألف درهم
أخبرني يحيى بن عليّ، عن
عليّ بن يحيى إجازة، و حدّثنا الحسن [4] بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن القاسم، عن عبد
اللّه بن أبي سعد [5]، قال: حدّثني إسحاق بن عيسى بن موسى بن مجمع، أحد بني سوار
بن الحارث الأسديّ، قال: أخبرني جدّي موسى بن مجمع، قال:
قال الحسين بن مطير في
المهدي قصيدته التي يقول فيها:
[5]
في بعض النسخ: ابن أبي سعيد. و
الصحيح: سعد، و يلقب بالوراق. ذكر في «أساتيد الموشح» للمرزباني في عدّة مواضع.
[6]
تعسفت: من العسف، و هو أن يأخذ
المسافر على غير طريق و لا جادة و لا علم (بتحريك اللام). و الهوجاء من الإبل:
الناقة المسرعة، كأن بها هو جاء، و هو الطيش و التسرع. و النجاء: الإسراع. و خبوب:
صيغة مبالغة من الخبب، و هو ضرب من عدو الإبل. و في الأصول: جنوب. تحريف.