/ يقول فيها يمدحه:
سلّ سيوفا محدثا صقالها
صاب [1] على أعدائه و بالها
و عند معن ذي الندى أمثالها
فاستحسنها، و أجزل صلته.
دعبل يأخذ من شعره
أخبرني ابن عمار و يحيى بن عليّ، قالا: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني أبو المثنى أحمد بن يعقوب بن أخت أبي بكر الأصم قال:
كنا في مجلس الأصمعيّ، فأنشده رجل لدعبل بن عليّ:
أين الشباب و أية سلكا
فاستحسنا قوله [2]:
لا تعجبي يا سلم من رجل
ضحك المشيب برأسه فبكى
فقال الأصمعيّ: هذا أخذه من قول الحسين بن مطير:
أين أهل القباب بالدهناء
أين جيراننا على الأحساء
فارقونا و الأرض ملبسة نو
ر الأقاحي يجاد بالأنواء [3]
كلّ يوم بأقحوان جديد
تضحك الأرض من بكاء السماء [4]
أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى، قال: حدّثني محمد بن القاسم الدينوريّ، قال: حدّثني محمد بن عمران الضبيّ، قال:
أبياته تسهر المهدي
قال المهدي للمفضل الضبيّ: أسهرتني البارحة أبيات الحسين بن مطير الأسديّ. قال: و ما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: قوله:
/
و قد تغدر الدنيا فيضحي فقيرها
غنيا و يغنى بعد بؤس فقيرها
فلا تقرب الأمر الحرام فإنه
حلاوته تفنى و يبقى مريرها
و كم قد رأينا من تغير عيشة
و أخرى صفا بعد اكدرار غديرها
فقال له المفضل: مثل هذا فليسهرك يا أمير المؤمنين.
[1] صاب: انصب في غزارة.
[2] كذا في ف. و في الأصول: فاستحسنها. و في «الخزانة»: «فاستحسنها كل من كان حاضرا في المجلس، و أكثروا التعجب من قوله».
[3] في «الخزانة»: «جاورونا» في موضع «فارقونا». و «تجاد» في موضع «يجاد».
[4] كذا في ف و «الخزانة». و في الأصول «عن مهل السماء».