بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (الجزء السادس عشر من كتاب الأغاني)
1أخبار
شارية
نسبها و تعلمها الغناء
قال أبو الفرج عليّ بن
الحسين:
كانت شارية مولدة من
مولدات البصرة، يقال إن أباها كان رجلا من بني سامة بن لؤيّ المعروفين ببني ناجية
[1]، و أنه جحدها، و كانت أمها أمة، فدخلت في الرق. و قيل بل سرقت فبيعت، فاشترتها
امرأة من بني هاشم، فأدّبتها، و علمتها الغناء، ثم اشتراها إبراهيم بن المهدي،
فأخذت غناءها [2] كله أو أكثره عنه، و بذلك يحتج من يقدّمها على عريب، و يقول: إن
إبراهيم خرّجها، و كان يأخذها بصحة الأداء/ لنفسه، و بمعرفة ما يأخذها به.
و لم تكن هذه حال عريب،
لأن المراكبي [3] لم يكن يقارب إبراهيم في العلم، و لا يقاس به في بعضه [4]، فضلا
عن سائره.
أن ابن المعتز دفع إليه
كتابه الذي ألّفه في أخبارها، و قال له أن يرويه عنه، فنسخت منه ما كان يصلح لهذا
الكتاب على شرطي فيه، و أضفت إليه ما وجدته من أخبارها عن غيره في الكتب، و سمعته
أنا عمن رويته عنه.
[1]
سامة بن لؤي بن غالب: أخو كعب الجد
السادس للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم. و اختلف فيه: فقال أبو الفرج الأصبهاني: إن
قريشا تدفع بني سامة، و تنسبهم إلى أمهم ناجية. و قال الهمداني: يقول الناس: بنو
سامة، و لم يعقب ذكرا، إنما هم أولاد بنته، و كذلك قال عمر و عليّ، و لم يفرضا
لهم، و هم ممن حرم. و قال ابن الكلبي و الزبير بن بكار: فولد سامة بن لؤي الحارث و
غالبا (انظر «تاج العروس» الزبيدي في:
سوم).
[3]
كذا في ف، مب، و «نهاية الأرب» (5: 96) و هو
عبد اللّه بن إسماعيل المراكبي، مولى عريب، و مخرجها في الغناء. و في بقية الأصول.
المرادي، تحريف.
[4]
كذا في ف. و في أ، م: و لا يقاس في
بعضه. و في ج: و لا يقاس بعضها بعضه.
[5]
هو قريص المغني، قال ابن النديم في «الفهرست» (مصر 222): قريص
الجراحي، كان في جملة أبي عبد اللّه محمد بن داود بن الجراح، و اسمه ... «من حذاق المغنين و
علمائهم» و قريص: بصاد مهملة كما في ف و بعض النسخ، لا بالضاد كما في بعض آخر؛
يؤيد ذلك الجناس في بيت جحظة البرمكي، من أبيات يهجوه بها:
أكلنا قريصا و غنى
قريص
فبتنا على شرف الفالج
توفى قريص سنة أربع و
عشرين، و فيها مات جحظة». انظر «الفهرست» لابن النديم.