قالت: و رأيت شيخا له
ضفيرتان، فسمعته يقول لمعاوية: بأبي أنت أطلت الوقوف! قال: ذاك عبد العزّى زوج
الخنساء أخت معاوية.
قال: فنادى هاشم في قومه و
خرج، و زعم المريّ [1] أنه لم يخرج إليهم إلا في مثل عدّتهم من بني مرّة. قال:
فلم يشعر السّلميون حتّى
طلعوا عليهم، فثاروا إليهم فلقوهم فقال لهم خفاف: لا تنازلوهم رجلا رجلا؛ فإنّ
خيلهم تثبت للطّراد و تحمل ثقل السلاح، و خيلكم قد أمّنها الغزو و أصابها الحفا
[2].
/ قال:
فاقتتلوا ساعة و انفرد هاشم و دريد ابنا حرملة المريان لمعاوية، فاستطرد له أحدهما
فشدّ عليه معاوية و شغله، و اغترّه الآخر فطعنه فقتله. و اختلفوا أيّهما استطرد له
و أيهما قتله، و كانت بالذي استطرد له طعنة طعنه إياها معاوية. و يقال: هو هاشم. و
قال آخرون: بل دريد أخو هاشم.
شعر خفاف في ذلك:
قال: و شدّ خفاف بن عمير
بن الحارث/ بن الشريد [3] على مالك بن حمّار سيّد بني شمخ بن فزارة فقتله. و قال
خفاف في ذلك و هو ابن ندبة، و هي أمة سوداء كانت سباها الحارث، بن الشريد حين أغار
على بني الحارث بن كعب [فوهبها لابنه عمير فولدت له خفافا [4]. و يقال في ندبة
إنّها ابنة الشيطان بن بنان، من بني الحارث بن كعب.
[2]
هذه الكلمة ساقطة من ط، ج. و أمنها
إمنانا: أضعفها و أعياها. و هذه رواية ط، ج، مب، و في ها «منها» و معناه كالسابق. و في سائر النسخ «قد أنهكها».
[3]
بعد هذا في ط، ج، ها، مب «و هو ابن ندبة و هي أمة
سوداء كان سباها الحارث بن الشريد حين أغار على بني الحارث بن كعب فوهبها لابنه
عمير فولدت له خفافا، فشد خفاف». و قد ورد صدر هذه العبارة إلى كلمة «كعب» في سائر النسخ في
الموضع التالي، فأثبتها هناك، و جعلت بقيتها تكملة هناك.
[4]
التكملة إلى هنا من بقية العبارة التي
وردت متقدمة في ط، ج، ط، ها، مب. و ما بعدها جاء في أصله، و هو ط، ج، ها مباشرا
لكلمة «بني الحارث بن كعب».
[5]
يأطره: يعطفه و يثنيه. و فعله من باب
نصر و ضرب.
[6]
جلوى: اسم فرسه. هذا ما في ها. و في
سائر النسخ «علوى». خام: جبن. ط، ج «نام».