responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 510

/

ديافيّة قلف كأنّ خطيبهم‌

سراة الضّحى في سلحه يتمطّق [1]

قال أبو عمرو: و لم يزل حريث يهجو بني بحتر و بني ثعل من أجل حبّى، فبينا هو ذات يوم بخيبر و قد نزل على رجل من قريش و هو جالس بفنائه ينشد الشعر الّذي قاله يهجو به بني ثعل و بني بحتر ابني عتود، و بخيبر يومئذ رجل من بني جشم بن أبي حارثة بن جديّ بن تدول بن بحتر يقال له أوفى بن حجر بن أسيد بن حييّ بن ثرملة بن ثرغل بن خيثم بن أبي حارثة عند بني أخت له من قريش، فمرّ أوفى هذا بحريث بن عنّاب و هو ينشد شعرا هجا به بني بحتر، فسمعه أوفى و هو ينشد قوله:

و إنّ أحقّ الناس طرّا إهانة [2]

عتود يباريه فرير و ثعلب‌

العتود: التيس الهرم. و الفرير: ولد الظبية. و يباريه: يفعل فعله. فدنا منه أوفى و قال: إني رجل أصمّ لا أكاد أسمع، فتقرّب إليّ، فقال له: و من أنت؟ فقال: أنا رجل من قيس، و أنا أهاجي هذا الحيّ من بني ثعل و بني بحتر، و أحبّ/ أن أروي ما قيل فيهم من الهجاء، فأدنوه منه، و كانت معه هراوة و قد اشتمل عليها، فلما تمكّن من ابن عتّاب جمع يديه بالهراوة ثم ضرب بها أنفه فحطمه، و سقط على وجهه و وثب القرشيّ على أوفى فأخذه، فوثب بنو أخته فانتزعوه من القرشيّ، و كاد أن يقع بينهم شرّ، و أفلت أوفى و دوري ابن عتّاب حتى صلح و استوى أنفه، فقال أوفى في ذلك:

لاقى ابن عنّاب بخيبر ماجدا

يزع اللئام و ينصر الأحسابا

فضربته بهراوتي فتركته‌

كالحلس منعفر الجبين مصابا

قال: ثم لحق أوفى بقومه، فلمّا كان بعد ذلك بمدّة اتهمه رجل من قريش بأنه سرق عبدا له و باعه بخيبر، فلم يزل القرشيّ يطلبه حتى أخذه و أقام عليه البيّنة، فحبس في سجن المدينة، و جعلت للقرشيّ يده، فبعث ابن عنّاب إلى عشيرته بني نبهان، فأبوا أن يعاونوه، و أقبل عرفاء بني بحتر إلى المدينة يريدون أن يؤدّوا صدقات قومهم فيهم حصن و سلامة ابنا معرّض، و سعد بن عمرو بن لأم، و منصور بن الوليد بن حارثة، و جبّار بن أنيف، فلقوا القرشيّ و انتسبوا له، و قالوا: نحن نعطيك العوض من عبدك و نرضيك، و لم يزالوا به حتى قبل و خلّى سبيله، فقال حريث يمدحهم و يهجو قومه الأدنين من بني نبهان:

لما رأيت العبد نبهان تاركي‌

بلمّاعة فيها الحوادث تخطر [3]

نصرت بمنصور و بابني معرّض‌

و سعد و جبّار بل اللّه ينصر

و ذو العرش أعطاني المودّة منهم‌

و ثبّت ساقي بعد ما كدت أعثر

/ إذا ركب الناس الطريق رأيتهم‌

لهم خابط أعمى و آخر مبصر

لكلّ بني عمرو بن غوث [4] رباعة

و خيرهم في الشرّ و الخير بحتر


[1] التمطق: التذوّق، و هو إلصاق اللسان بالغار الأعلى فيسمع له صوت، و ذلك عند استطابة الشي‌ء، و الفاء في قوله «في سلحه» بمعنى الباء.

[2] كذا في ب، س. و الّذي في باقي النسخ «إلا أهابه».

[3] اللماعة، الفلاة يلمع فيها السراب.

[4] الرباعة: السيادة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست