قال: فقدم عباس على رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة حيث أراد المسير إلى مكّة عام الفتح، فواعد
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قديدا [4]، و قال: القنى/ أنت و قومك بقديد،
فلما نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قديدا و هو ذاهب، لقيه عبّاس في ألف
من بني سليم، ففي ذلك يقول عبّاس بن مرداس:
[1]
يعني مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة
بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.
[2]
السنابك: جمع سنبك كقنفذ، و هو طرف
الحافر. و المعنى: لا تبلغنها سنابك الخيول المتسابقة إليها.
[3]
غلاصم: جمع غلصمة، و هي أصل اللسان أو
الجماعة أو السادة. و القروم: جمع قرم بالفتح، و هو السيد، و أصله الفحل الّذي
يترك من الركوب و العمل و يودع للفحلة و الضراب. و الفوارك: جمع فارك، من فرك
الرجل امرأته فركا: أبغضها، يعني أنهم ليسوا ممن تلهيهم النساء عن عظائم الأمور، و
من ذلك قول الأخطل:
قوم إذا حاربوا شدوا
مآزرهم
دون النساء و لو باتت بأطهار
و قد تمثل به عبد الملك
بن مروان حين تهيأ لقتال ابن الأشعث. و في وصف القروم بالفوارك ملاءمة ظاهرة.