responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 456

نبيّ أتانا بعد عيسى بناطق‌

من الحقّ فيه الفصل منه كذلكا

أمينا على الفرقان أوّل شافع‌

و آخر مبعوث يجيب الملائكا

تلافى عرا الإسلام بعد انفصامها

فأحكمها حتّى أقام المناسكا

رأيتك يا خير البريّة كلّها

توسّطت في القربى من المجد مالكا [1]

سبقتهم بالمجد و الجود و العلا

و بالغاية القصوى تفوت السّنابكا [2]

فأنت المصفّى من قريش إذا سمت‌

غلاصمها تبغي القروم الفواركا [3]

قال: فقدم عباس على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة حيث أراد المسير إلى مكّة عام الفتح، فواعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قديدا [4]، و قال: القنى/ أنت و قومك بقديد، فلما نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قديدا و هو ذاهب، لقيه عبّاس في ألف من بني سليم، ففي ذلك يقول عبّاس بن مرداس:

بلّغ عباد اللّه أنّ محمّدا

رسول الإله راشد أين يمّما [5]

دعا قومه و استنصر اللّه ربّه‌

فأصبح قد وافى الإله و أنعما [6]

عشيّة واعدنا قديدا محمّدا

يؤم بنا أمرا من اللّه محكما

حلفت يمينا برّة لمحمّد

فأوفيته ألفا من الخيل معلما

سرايا يراها اللّه و هو أميرها

يؤم بها في الدّين من كان أظلما [7]

على الخيل مشدودا علينا دروعنا

و خيلا كدفّاع الأتيّ عرمرما [8]

أطعناك حتّى أسلم الناس كلهم‌

و حتّى صبحنا الخيل أهل يلملما [9]

و هي قصيدة طويلة.


[1] يعني مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.

[2] السنابك: جمع سنبك كقنفذ، و هو طرف الحافر. و المعنى: لا تبلغنها سنابك الخيول المتسابقة إليها.

[3] غلاصم: جمع غلصمة، و هي أصل اللسان أو الجماعة أو السادة. و القروم: جمع قرم بالفتح، و هو السيد، و أصله الفحل الّذي يترك من الركوب و العمل و يودع للفحلة و الضراب. و الفوارك: جمع فارك، من فرك الرجل امرأته فركا: أبغضها، يعني أنهم ليسوا ممن تلهيهم النساء عن عظائم الأمور، و من ذلك قول الأخطل:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم‌

دون النساء و لو باتت بأطهار

و قد تمثل به عبد الملك بن مروان حين تهيأ لقتال ابن الأشعث. و في وصف القروم بالفوارك ملاءمة ظاهرة.

[4] قديد: موضع قرب مكة.

[5] في هذا البيت خرم. و يمم: طلب. و في «الروض الأنف» ج 2 ص 268 «من مبلغ الأقوام».

[6] وافى اللّه حقّه و وفاه: أداه، و يقال: فعل كذا و أنعم: أي زاد.

[7] يراها اللّه، أي بعين رعايته. و أظلم هنا بمعنى ظالم.

[8] في الأصول «عليها» و هو تحريف، و الخيل: الفرسان. و في «السيرة» «و رجلا» و هم الرجالة أي المشاة. و سيل أتيّ: و في ب، س:

«اللواتي»؛ و هو تحريف. و التصويب عن ها، و «السيرة النبوية». و الدفاع: كثرة الماء و شدته و تدافع جريه. و جيش عرمرم: كثير شديد.

[9] كذا في الأصول. و في «الروض الأنف» «صبحنا الجمع». يلملم: ميقات اليمن، جبل على مرحلتين من مكة. و في ب، س «يلمما»؛ و هو تحريف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست