العباس بن مرداس بن أبي
عامر بن حارثة بن عبد قيس بن رفاعة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن
قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، و يكنى أبا الهيثم، و إيّاه يعني أخوه سراقة بقوله
يرثيه:
و هي أبيات تذكر في
أخباره، و أمّه الخنساء الشاعرة بنت عمرو بن الشّريد، و كان العباس فارسا شاعرا
شديد العارضة [2] و البيان، سيّدا في قومه من كلا طرفيه، و هو مخضرم أدرك/
الجاهليّة و الإسلام، و وفد إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما أعطى
المؤلّفة قلوبهم فضّل عليه عيينة بن حصن و الأقرع بن حابس، فقام و أنشده شعرا قاله
في ذلك، فأمر بلالا فأعطاه حتى رضي، و خبره في ذلك يأتي بعد هذا الموضع؛ و اللّه
أعلم.
خبره مع صنم كان لهم
أخبرني محمّد بن جرير
الطبريّ قال: حدّثنا محمّد بن حميد قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق
عن منصور بن المعتمر، عن قبيصة، عن عمرو و الخزاعيّ عن العبّاس بن مرداس بن أبي
عامر أنه قال: كان لأبي صنم اسمه ضمار [3]، فلمّا حضره الموت أوصاني به و بعبادته
و القيام عليه، فعمدت إلى ذلك الصنم فجعلته في بيت، و جعلت آتيه في كلّ يوم و ليلة
مرّة، فلما ظهر أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سمعت صوتا في جوف الليل
راعني، فوثبت إلى ضمار، فإذا الصّوت في جوفه يقول:
/
قل للقبائل من سليم كلّها
هلك الأنيس و عاش أهل المسجد
إن الّذي ورث النبوّة
و الهدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى الضّمار و كان
يعبد مرّة
قبل الكتاب إلى النبيّ محمّد
قال: فكتمت الناس ذلك، فلم
أحدّث به أحدا حتى انقضت غزوة الأحزاب، فبينا أنا في إبلي في طرف العقيق و أنا
نائم، إذ سمعت صوتا شديدا، فرفعت رأسي فإذا أنا برجل على حيالي [4] بعمامة يقول:
إن النور الّذي وقع بين الاثنين و ليلة الثلاثاء، مع صاحب الناقة العضباء [5]، في
ديار بني أخي العنقاء [6]، فأجابه طائف عن شماله
[1]
في ج «أعين لا أبكي على الهيثم» و هو تحريف. و التصويب عما ورد
بآخر الترجمة.