قال المدائنيّ في خبره: و
كان ابن أخي كعب هذا عدوّا له يسعى عليه، فلما سأل مجزأة بن زياد بن المهلب أباه
في كعب فخلّاه، دسّ إليه زياد بن المهلّب ابن أخيه الشاعر، و جعل له مالا على
قتله، فجاءه يوما و هو نائم تحت شجرة، فضرب رأسه بفأس فقتله، و ذلك في فتنة يزيد
بن المهلّب و هو بعمان يومئذ، و كان لكعب أخ غير أخيه الّذي قتله ابنه، فلما قتل
يزيد بن المهلّب فرّق مسلمة بن عبد الملك أعماله على [7] عمّال شتّى فولّي البصرة
و عمان عبد الرحمن بن سليمان الكلبيّ، فاستخلف عبد الرحمن على عمان محمّد بن جابر
الراسبيّ، فأخذ أخو كعب الباقي ابن أخيه الّذي/ قتل كعبا، فقدّمه إلى محمّد بن
جابر، و طلب القود [8] منه بكعب، فقيل له: قتل أخوك بالأمس، و تقتل قاتله و هو ابن
أخيك اليوم! و قد مضى أخوك و انقضى، فتبقى فردا كقرن الأعضب [9]! فقال:
نعم إن أخي كعبا كان
سيّدنا و عظيمنا و وجهنا، فقتله هذا، و ليس فيه خير، و لا في بقائه عزّ، و لا هو
خلف من كعب فأنا أقتله به، فلا خير في بقائه بعد كعب، فقدّمه محمّد بن جابر فضرب
عنقه و اللّه أعلم.