responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 451

مروان: يا معشر الشعراء، تشبّهوننا بالأسد الأبخر، و الجبل الوعر، و الملح الأجاج؟ أ لا قلتم كما قال كعب الأشقريّ في المهلب و ولده:

لقد خاب أقوام سروا ظلم الدّجى‌

يؤمّون عمرا ذا الشعير و ذا البرّ

يؤمّون من نال الغنى بعد شيبه‌

و قاسى وليدا ما يقاسي ذو و الفقر

/ فقل للجيم يا لبكر بن وائل‌

مقالة من يلحى أخاه و من يزري [1]

فلو كنتم حيّا صميما نفيتم‌

بخيلكم بالرّغم منه و بالصّغر [2]

و لكنكم يا آل بكر بن وائل‌

يسودكم من كان في المال ذا وفر

هو المانع الكلب النّباح و ضيفه‌

خميص الحشا يرعى النجوم الّتي تسري‌

[3]

هجاؤه لأخيه و خبر ذلك‌

قال: و كان بين كعب و بين ابن أخيه هذا [4] تباعد و عداوة، و كانت أمّه سوداء فقال يهجوه:

إنّ السواد الّذي سربلت تعرفه‌

ميراث جدّك عن آبائه النّوب [5]

أشبهت خالك خال اللؤم مؤتسيا

بهديه سالكا في شرّ أسلوب [6]

مقتله

قال المدائنيّ في خبره: و كان ابن أخي كعب هذا عدوّا له يسعى عليه، فلما سأل مجزأة بن زياد بن المهلب أباه في كعب فخلّاه، دسّ إليه زياد بن المهلّب ابن أخيه الشاعر، و جعل له مالا على قتله، فجاءه يوما و هو نائم تحت شجرة، فضرب رأسه بفأس فقتله، و ذلك في فتنة يزيد بن المهلّب و هو بعمان يومئذ، و كان لكعب أخ غير أخيه الّذي قتله ابنه، فلما قتل يزيد بن المهلّب فرّق مسلمة بن عبد الملك أعماله على [7] عمّال شتّى فولّي البصرة و عمان عبد الرحمن بن سليمان الكلبيّ، فاستخلف عبد الرحمن على عمان محمّد بن جابر الراسبيّ، فأخذ أخو كعب الباقي ابن أخيه الّذي/ قتل كعبا، فقدّمه إلى محمّد بن جابر، و طلب القود [8] منه بكعب، فقيل له: قتل أخوك بالأمس، و تقتل قاتله و هو ابن أخيك اليوم! و قد مضى أخوك و انقضى، فتبقى فردا كقرن الأعضب [9]! فقال:

نعم إن أخي كعبا كان سيّدنا و عظيمنا و وجهنا، فقتله هذا، و ليس فيه خير، و لا في بقائه عزّ، و لا هو خلف من كعب فأنا أقتله به، فلا خير في بقائه بعد كعب، فقدّمه محمّد بن جابر فضرب عنقه و اللّه أعلم.


[1] يلحي: يلوم. زرى عليه: عابه.

[2] الصغر و الصغار: الذل.

[3] خميص الحشا: ضامر البطن.

[4] الإشارة إلى ابن أخيه الّذي قتله.

[5] النوب: سكان بلاد النوبة جنوبي مصر، واحده نوبيّ.

[6] ائتسى به: جعله أسوة و قدوة. و الأسلوب: الطريق.

[7] في ط، مط «عماله على أعمال».

[8] القود: القصاص و قتل القاتل بدل القتيل.

[9] الأعضب: المكسور أحد قرنيه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست