هو ثابت بن كعب، و قيل ابن
عبد الرحمن بن كعب، و يكنى أبا العلاء، أخو بني أسد بن الحارث بن العتيك [1]، و
قيل: بل هو مولى لهم، و لقّب قطنة لأن سهما أصابه في إحدى عينيه فذهب بها في بعض
حروب التّرك، فكان يجعل عليها قطنة، و هو شاعر فارس شجاع من شعراء الدولة
الأمويّة، و كان في صحابة يزيد [2] بن المهلّب، و كان يولّيه أعمالا من أعمال
الثغور، فيحمد فيها مكانه لكفايته [3] و شجاعته.
فأخبرني إبراهيم بن أيوب
قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، و أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال:
حدّثنا محمّد بن يزيد قال:
كان ثابت قطنة قد ولي عملا من أعمال خراسان، فلما صعد المنبر يوم الجمعة رام
الكلام، فتعذّر عليه و حصر، فقال:سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً، و بعد عيّ بيانا، و أنتم إلى أمير فعّال، أحوج منكم
إلى أمير قوّال:
و إلّا أكن فيكم
خطيبا فإنّني
بسيفي إذا جدّ الوغى لخطيب
فبلغت كلماته خالد بن
صفوان- و يقال الأحنف بن قيس- فقال: و اللّه ما علا ذلك المنبر أخطب منه في كلماته
هذه، و لو أن كلاما استخفّني، فأخرجني من بلادي إلى قائله استحسانا له، لأخرجتني
هذه الكلمات إلى قائلها، و هذا.
الكلام بخالد بن صفوان
أشبه منه بالأحنف.
صلاته الجمعة بالناس
أخبرني محمّد بن خلف وكيع
قال: حدّثني أحمد بن زهير بن حرب، عن دعبل بن/ علي، قال: كان يزيد بن المهلب تقدّم
[4] إلى ثابت قطنة [5] في أن يصلّي بالناس يوم الجمعة، فلما صعد المنبر و لم يطق
الكلام، قال حاجب الفيل يهجوه:
[1]
في ج، ب، س «الفتيك» و هو تحريف. و العتيك كأمير: فخذ من الأزد، و هو
العتيك بن الأزد.
[2]
ولي خراسان بعد وفاة أبيه المهلب بن
أبي صفرة سنة 72 في خلافة عبد الملك بن مروان، و عزل عنها سنة 86، و لما ولي
الخلافة سليمان بن عبد الملك سنة 96 ولاه أمر العراق، ثم ولاه خراسان سنة 97.