قال ابن الأعرابي: كان
نعيم بن دجانة بن شدّاد بن حذيفة بن بكر بن قيس بن منقذ بن طريف صديقا لعبيد اللّه
بن الزّبير، ثم تغيّر عليه، و بلغه عنه قول قبيح فقال في ذلك:
أخبرني هاشم بن محمّد
الخزاعي قال: حدّثني عيسى بن إسماعيل تينة، و أخبرني عمي قال: حدّثنا الكراني قال:
حدّثني عيسى بن إسماعيل عن المدائني عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: كان عبد اللّه
بن الزّبير صديقا لعمرو بن الزّبير بن العوّام، فلما أقامه أخوه [7] ليقتصّ [8] منه
بالغ كل ذي حقد عليه في ذلك، و تدسّس فيه من يتقرّب إلى أخيه، و كان أخوه/ لا يسأل
من ادّعى عليه شيئا بيّنة، و لا يطالبه بحجّة، و إنما يقبل قوله ثم يدخله إليه
السجن ليقتص منه، فكانوا يضربونه و القيح ينتضح من ظهره و أكتافه على الأرض لشدّة
ما يمرّ به، ثم يضرب و هو على تلك الحال، ثم أمر بأن يرسل عليه الجعلان [9]، فكانت
تدبّ عليه فتثقب لحمه،- و هو مقيد مغلول [10]- يستغيث فلا يغاث، حتى مات على تلك
الحال، فدخل الموكّل به على أخيه عبد اللّه بن الزبير و في يده قدح لبن يريد أن
يتسحّر به و هو يبكي فقال له: مالك؟ أمات عمرو؟ قال: نعم، قال: أبعده اللّه، و شرب
اللبن، ثم قال: لا تغسّلوه و لا تكفّنوه، و ادفنوه في مقابر المشركين، فدفن فيها،
فقال ابن الزّبير الأسدي يرثيه و يؤنّب أخاه بفعله، و كان له صديقا و خلا و نديما: