responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 411

قال ابن الأعرابي: كان نعيم بن دجانة بن شدّاد بن حذيفة بن بكر بن قيس بن منقذ بن طريف صديقا لعبيد اللّه بن الزّبير، ثم تغيّر عليه، و بلغه عنه قول قبيح فقال في ذلك:

ألا طرقت رويمة بعد هدء

تخطّى هول أنمار و أسد [1]

تجوس رحالنا حتى أتتنا

طروقا بين أعراب و جند [2]

فقالت: ما فعلت أبا كثير

أصحّ الودّ أم أخلفت عهدي؟

كأنّ المسك ضمّ على الخزامى‌

إلى أحشائها و قضيب رند [3]

ألا من مبلغ عني نعيما

فسوف [4] يجرّب الإخوان بعدي‌

رأيتك كالشموس ترى قريبا

و تمنع مسح ناصية و خدّ

/ فإني إن أقع بك لا أهلّل‌

كوقع السيف ذي الأثر الفرند [5]

فأولى ثم أولى ثم أولى‌

فهل للدّرّ يحلب من مردّ؟ [6]

رثاؤه لصديقه‌

أخبرني هاشم بن محمّد الخزاعي قال: حدّثني عيسى بن إسماعيل تينة، و أخبرني عمي قال: حدّثنا الكراني قال: حدّثني عيسى بن إسماعيل عن المدائني عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: كان عبد اللّه بن الزّبير صديقا لعمرو بن الزّبير بن العوّام، فلما أقامه أخوه [7] ليقتصّ [8] منه بالغ كل ذي حقد عليه في ذلك، و تدسّس فيه من يتقرّب إلى أخيه، و كان أخوه/ لا يسأل من ادّعى عليه شيئا بيّنة، و لا يطالبه بحجّة، و إنما يقبل قوله ثم يدخله إليه السجن ليقتص منه، فكانوا يضربونه و القيح ينتضح من ظهره و أكتافه على الأرض لشدّة ما يمرّ به، ثم يضرب و هو على تلك الحال، ثم أمر بأن يرسل عليه الجعلان [9]، فكانت تدبّ عليه فتثقب لحمه،- و هو مقيد مغلول [10]- يستغيث فلا يغاث، حتى مات على تلك الحال، فدخل الموكّل به على أخيه عبد اللّه بن الزبير و في يده قدح لبن يريد أن يتسحّر به و هو يبكي فقال له: مالك؟ أمات عمرو؟ قال: نعم، قال: أبعده اللّه، و شرب اللبن، ثم قال: لا تغسّلوه و لا تكفّنوه، و ادفنوه في مقابر المشركين، فدفن فيها، فقال ابن الزّبير الأسدي يرثيه و يؤنّب أخاه بفعله، و كان له صديقا و خلا و نديما:

/

أيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن‌

كبير بني العوّام إن قيل من تعني [11]


[1] الهدء: أول الليل إلى ثلثه. تخطى: أصله تتخطى. أنمار و أسد أي رجال شجعان كالأنمار و الأسود.

[2] أتانا طروقا: إذا جاء بليل.

[3] الخزامى: نبت زهره أطيب الأزهار نفحة. الرند: شجر طيب الرائحة.

[4] في ج «فكيف».

[5] هلل عن الأمر: فزع و جبن و ولى عنه و نكص، و الأثر بالفتح و الكسر. فرند السيف، و هو جوهره و ماؤه الّذي يجري فيه و طرائقه.

[6] الدر: اللبن، و في ج و ب و س «يجلب» و هو تصحيف.

[7] أي عبد اللّه بن الزبير.

[8] في ج و ب. س «ليقبض» و هو تصحيف.

[9] الجعلان: جمع جعل كعمر، و هو دويبة سوداء أكبر من الخنفساء.

[10] مغلول: مقيد بالغل و هو القيد.

[11] عرضت: أتيت العروض (بفتح العين) و هي مكة و المدينة. تعني: تقصد. و في ب و س «تغني» و هو تصحيف.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست