responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 408

لعمري لقد لفّ اليهوديّ ثوبه‌

على غدرة شنعاء باق نشيدها [1]

فلو كان من قحطان أسماء شمّرت‌

كتائب من قحطان صعر خدودها [2]

/ ففي رجب أو غرّة الشهر بعده‌

تزوركم حمر المنايا و سودها

ثمانون ألفا دين عثمان دينهم‌

كتائب فيها جبرئيل يقودها

فمن عاش منكم عاش عبدا و من يمت‌

ففي النار سقياه هناك صديدها

/ و قال ابن مهرويه: أخبرني به الحسن بن علي عنه، حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني علي بن الصباح عن ابن الكلبي: أن مصعب بن الزبير لما ولي العراق لأخيه هرب أسماء بن خارجة إلى الشام، و بها يومئذ عبد الملك بن مروان قد ولي الخلافة، و قتل عمرو [3] بن سعيد، و كان أسماء أمويّ الهوى، فهدم مصعب بن الزبير داره و حرقها، فقال عبد اللّه بن الزّبير في ذلك:

تأوّب عين ابن الزّبير سهودها

و ذكر القصيدة بأسرها، و هذا الخبر أصح عندي من الأوّل، لأن الحسن بن علي حدّثني قال: حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدّثنا الزبير بن بكّار قال: حدّثني عمي مصعب قال: لما ولي مصعب بن الزبير العراق، دخل إليه عبد اللّه بن الزّبير الأسدي، فقال له: إيه يا ابن الزبير، أنت القائل:

إلى رجب السبعين أو ذاك قبله‌

تصبّحكم حمر المنايا و سودها [4]

ثمانون ألفا نصر مروان دينهم‌

كتائب فيها جبرئيل يقودها

/ فقال: أنا القائل لذلك، و إن الحقين ليأبى العذرة [5]، و لو قدرت على جحده لجحدته، فاصنع ما أنت صانع؛ فقال: أما إني ما أصنع بك إلّا خيرا، أحسن إليك قوم فأحببتهم [6] و واليتهم و مدحتهم، ثم أمر له بجائزة و كسوة،


[1] النشيد: الصوت.

[2] صعر خدودها، أي قد أمالت خدودها كبرا. و في ب، ج «صغر» و هو تحريف.

[3] هو عمرو و الأشدق بن سعيد بن العاص، و ذلك أنه لما كانت الفتنة بعد موت معاوية الثاني، و انحاز الضحاك بن قيس الفهري عن مروان بن الحكم و استمال الناس و دعا إلى ابن الزبير، التقى مروان و عمرو بن سعيد فقال عمرو لمروان: هل لك فيما أقوله لك، فهو خير لي و لك؟ قال: و ما هو؟ قال: أدعو الناس إليك و آخذها لك على أن تكون لي من بعدك، فقال مروان: لا بل بعد خالد بن يزيد بن معاوية، فرضي الأشدق بذلك، و دعا الناس إلى بيعة مروان فأجابوا، و بايع مروان بعده لخالد بن يزيد، و لعمرو بن سعيد بعد خالد، ثم مات مروان و خلفه ابنه عبد الملك، و لما اعتزم عبد الملك أن يخرج إلى العراق لقتال مصعب بن الزبير بنفسه قال له عمرو: إنك تخرج إلى العراق و قد كان أبوك وعدني هذا الأمر من بعده، و على ذلك جاهدت معه، و قد كان من بلائي معه ما لم يخف عليك، فاجعل لي هذا الأمر من بعدك، فلم يجبه عبد الملك إلى شي‌ء، فلما كان من دمشق على ثلاث مراحل أغلق عمرو بن سعيد دمشق و خالف عليه، فرجع إلى دمشق و حاصرها حتى صالح عمرا على أنه الخليفة بعده ففتح له، ثم إن عبد الملك احتال له حتى قتله سنة 69 ه.

[4] إلى رجب السبعين، أي إلى رجب السنة السبعين.

[5] في س «و إن الحقير ليأبى الغدرة» و في ب «و إن الحمير ليأبى الغدرة» و هو تحريف. و من أمثال العرب: أبى الحقين العذرة، و الحقين: المحقون أي المحبوس. و العذرة: العذر، و أصله أن رجلا ضاف قوما فاستسقاهم لبنا، و عندهم لبن قد حقنوه (حبسوه) في وطب، فاعتلوا عليه و اعتذروا فقال: أبى الحقين العذرة، أي قبول العذر، أي أن هذا اللبن الحقين يكذبكم، يضرب مثلا للرجل يعتذر و لا عذر له.

[6] في ط «فاجتبتهم».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست