أخبرني أحمد [1] بن عيسى
العجلي بالكوفة قال: حدّثنا سليمان بن الربيع البرجمي قال: حدّثنا مضر بن مزاحم،
عن عمرو بن سعد، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود، و أخبرني
الحسن بن علي قال: حدّثنا الحارث بن محمّد قال: حدّثنا ابن سعد عن الواقدي، و ذكر بعض
ذلك ابن الأعرابي في روايته عن المفضّل، و قد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين، أن
المختار بن أبي عبيد [2] خطب الناس يوما على المنبر فقال: «لتنزلنّ نار/ من السماء، تسوقها ريح حالكة/ دهماء، حتى تحرق
دار أسماء و آل أسماء» و كان لأسماء بن خارجة بالكوفة ذكر قبيح عند الشيعة،
يعدّونه في قتلة الحسين عليه السّلام، لما كان من معاونته عبيد اللّه بن زياد على
هانئ بن عروة المراديّ حتى قتل، و حركته في نصرته على مسلم بن عقيل بن أبي طالب، و
قد ذكر ذلك شاعرهم فقال:
يعني بالقتيل هانئ بن عروة
المراديّ، و كان المختار يحتال و يدبّر في قتله من غير أن يغضب قيسا فتنصره، فبلغ
أسماء قول المختار فيه، فقال: أوقد سجع بي أبو إسحاق! لا قرار على زأر من الأسد
[4]، و هرب إلى الشأم، فأمر المختار بطلبه ففاته، فأمر بهدم داره، فما تقدّم عليها
مضريّ [بتّة] [5] لموضع أسماء و جلالة قدره في قيس، فتولّت ربيعة و اليمن هدمها، و
كانت بنو تيم اللّه و عبد القيس مع رجل من بني عجل كان على شرطة المختار، فقال في
ذلك عبد اللّه بن الزّبير:
[3]
الهماليج: جمع هملاج، و الهملاج من
البراذين: الحسن السير. و بنو مراد: قبيلة هانئ بن عروة بطن من مذحج، فهم بنو مراد
بن مالك بن مذحج بن أدد ...... من بني كهلان.
[4]
أخذه من قول النابغة الذبياني في
النعمان بن المنذر من قصيدته المشهورة: