responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 400

الزبير، و كان ابن أم الحكم يميل إلى أهل القاتل، فغضب عليه عبد الرحمن و ردّه عن الوفد من منزل يقال له فيّاض، فخالف ابن الزبير الطريق إلى يزيد بن معاوية، فعاذ به، فأعاذه و قام بأمره، و أمره [1] يزيد بأن يهجو ابن أمّ الحكم، و كان يزيد يبغضه و ينتقصه و يعيبه، فقال فيه ابن الزبير قصيدة أوّلها قوله:

أبى الليل بالمرّان أن يتصرّما

كأني أسوم العين نوعا محرّما [2]

/ و ردّ بثنييه كأن نجومه‌

صوار تناهى من إران فقوّما [3]

إلى اللّه أشكو لا إلى الناس أنني‌

أمصّ بنات الدر ثديا مصرّما [4]

و سوق نساء يسلبون ثيابها

يهادونها همدان رقّا و خثعما [5]

على أي شي‌ء يا لؤيّ بن غالب‌

تجيبون من أجرى عليّ و ألجما [6]

و هاتوا فقصّوا آية تقرءونها

أحلّت بلادي أن تباح و تظلما

و إلّا فأقصى اللّه بيني و بينكم‌

و ولّى كثير اللؤم من كان ألأما [7]

و قد شهدتنا من ثقيف رضاعة

و غيّب عنها الحوم قوّام زمزما [8]

/ بنو هاشم لو صادفوك تجدّها

مججت و لم تملك حيازيمك الدما [9]

ستعلم إن زلّت بك النعل زلة

و كلّ امرئ لاقي الّذي كان قدّما


[1] في ب، س «و أمر».

[2] مران: موضع على ليلتين من مكة على طريق البصرة. يتصرم: ينقضي. أسوم: أكلف.

[3] ثنيا الحبل: طرفاه. الصوار ككتاب و غراب: القطيع من البقر. تناهى الشي‌ء: بلغ نهايته. الإران: النشاط. فقوّما: جاء في كتب اللغة: قامت به دابته: إذا كلت و أعيت فوقفت و لم تسر، و منه قوله تعالى: وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا أي وقفوا و ثبتوا في مكانهم غير متقدّمين و لا متأخرين، و لعل «قوّم» في البيت من ذاك، فهي مضعف قام بهذا المعنى، و التضعيف للتكثير كما في طوّف و جول و موّت و حوّم ...

[4] الدر: اللبن. و يقال: ناقة مصرمة، و ذلك أن يقطع ضرعها فلا يخرج اللبن، و هو أقوى لها، أو أن يصيب ضرعها شي‌ء فيكوى بالنار فلا يخرج منه لبن أبدا. ثديا: بدل من بنات الدر، أي أمص بنات الدر ثديا مصرما منها.

[5] في ب و س «تهب دونها» و في ج «تهبدونها» بوصل الكلمتين و لعل الصواب ما أثبتنا. يهادونها أي يهدونها. الرق: العبودية.

همدان و خثعم: قبيلتان كبيرتان من عرب اليمن من بني كهلان. و المعنى: يهدونهنّ رقيقات إلى همدان و خثعم.

[6] لؤي بن غالب: يعني معاوية و عشيرته، فهو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر و هو قريش. أجرى أي أجرى الخيل للغارة عليّ.

[7] فأقصى أي أبعد. و في الأصول «فأقضى» و هو تصحيف.

[8] قوّام أي القائمون على زمزم، المتولون سقاية الحاج منها، و زمزم: بئر بمكة أنبع اللّه عينها لإسماعيل و أمه هاجر حين أسكنهما إبراهيم مكة، ثم طمت تلك البئر و ما زالت مطمومة إلى زمن عبد المطلب بن هاشم، فأتاه آت و هو نائم بالحجر فأمره بحفرها فحفرها و أقام سقاية زمزم للحاج، و كانت السقاية في الجاهلية بيد ابنه أبي طالب، ثم سلمها إلى أخيه العباس.

يقول: إن لنا رضاعة في ثقيف- و قد كان والد عبد الرحمن المذكور من ثقيف كما سيأتي بعد- أي أنه يجمعني و إياك أخوة رضاعة وصلة ماسة كان جديرا بك أن تقدّرها و ترعاها، ثم عطف فقال: و قد نفى الدنس و النقص عن تلك الرضاعة أشراف بني هاشم القائمون على زمزم.

[9] تجدها: تقطعها. صادفه: وجده و لقيه، مججت: من مجّ الشراب من فيه: رماه. حيازيم. جمع حيزوم: و هو وسط الصدر و ما يضم عليه الحزام. يقول: إن بني هاشم لو وجدوك تقطع هذه العلاقة الّتي تربطني بك، أي لو وجدوك تعدو عليّ و لا ترعى حتى صلتي بك لأراقوا دمك و لم تشدد حيازيمك حيالهم.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست