الزبير، و كان ابن أم
الحكم يميل إلى أهل القاتل، فغضب عليه عبد الرحمن و ردّه عن الوفد من منزل يقال له
فيّاض، فخالف ابن الزبير الطريق إلى يزيد بن معاوية، فعاذ به، فأعاذه و قام بأمره،
و أمره [1] يزيد بأن يهجو ابن أمّ الحكم، و كان يزيد يبغضه و ينتقصه و يعيبه، فقال
فيه ابن الزبير قصيدة أوّلها قوله:
[2]
مران: موضع على ليلتين من مكة على
طريق البصرة. يتصرم: ينقضي. أسوم: أكلف.
[3]
ثنيا الحبل: طرفاه. الصوار ككتاب و
غراب: القطيع من البقر. تناهى الشيء: بلغ نهايته. الإران: النشاط. فقوّما: جاء في
كتب اللغة: قامت به دابته: إذا كلت و أعيت فوقفت و لم تسر، و منه قوله تعالى:وَ إِذا أَظْلَمَ
عَلَيْهِمْ قامُوا أي وقفوا و ثبتوا في مكانهم غير متقدّمين و لا
متأخرين، و لعل «قوّم» في البيت من ذاك، فهي مضعف قام بهذا المعنى، و
التضعيف للتكثير كما في طوّف و جول و موّت و حوّم ...
[4]
الدر: اللبن. و يقال: ناقة مصرمة، و
ذلك أن يقطع ضرعها فلا يخرج اللبن، و هو أقوى لها، أو أن يصيب ضرعها شيء فيكوى
بالنار فلا يخرج منه لبن أبدا. ثديا: بدل من بنات الدر، أي أمص بنات الدر ثديا مصرما
منها.
[5]
في ب و س «تهب دونها» و في ج «تهبدونها» بوصل الكلمتين و لعل الصواب ما أثبتنا. يهادونها أي
يهدونها. الرق: العبودية.
همدان و خثعم: قبيلتان
كبيرتان من عرب اليمن من بني كهلان. و المعنى: يهدونهنّ رقيقات إلى همدان و خثعم.
[6]
لؤي بن غالب: يعني معاوية و عشيرته،
فهو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر و هو قريش. أجرى أي أجرى الخيل للغارة عليّ.
[7]
فأقصى أي أبعد. و في الأصول «فأقضى» و هو تصحيف.
[8]
قوّام أي القائمون على زمزم، المتولون
سقاية الحاج منها، و زمزم: بئر بمكة أنبع اللّه عينها لإسماعيل و أمه هاجر حين
أسكنهما إبراهيم مكة، ثم طمت تلك البئر و ما زالت مطمومة إلى زمن عبد المطلب بن
هاشم، فأتاه آت و هو نائم بالحجر فأمره بحفرها فحفرها و أقام سقاية زمزم للحاج، و
كانت السقاية في الجاهلية بيد ابنه أبي طالب، ثم سلمها إلى أخيه العباس.
يقول: إن لنا رضاعة في
ثقيف- و قد كان والد عبد الرحمن المذكور من ثقيف كما سيأتي بعد- أي أنه يجمعني و
إياك أخوة رضاعة وصلة ماسة كان جديرا بك أن تقدّرها و ترعاها، ثم عطف فقال: و قد
نفى الدنس و النقص عن تلك الرضاعة أشراف بني هاشم القائمون على زمزم.
[9]
تجدها: تقطعها. صادفه: وجده و
لقيه، مججت: من مجّ الشراب من فيه: رماه. حيازيم. جمع حيزوم: و هو وسط الصدر و ما
يضم عليه الحزام. يقول: إن بني هاشم لو وجدوك تقطع هذه العلاقة الّتي تربطني بك،
أي لو وجدوك تعدو عليّ و لا ترعى حتى صلتي بك لأراقوا دمك و لم تشدد حيازيمك
حيالهم.