اسمه، فيما ذكر لنا عيسى
بن الحسين الورّاق عن عيسى بن إسماعيل تينة [1] عن القحذميّ، نباتة بن عبد اللّه
الحمّانيّ [2]. و ذكر أبو هفّان المهزميّ [3] أنّه من بني شيبان. و هو شاعر مطبوع
متوسّط الشّعر، من شعراء الدولة العبّاسية من أهل الدّينور [4]. و كان طبّا [5]
مليح النّوادر مزّاحا خبيث الهجاء، و كان صديقا لعلّويه المغنّي الأعسر، ينادمه و
يواصل عشرته و يصله علّويه بالأكابر، و يعرّضه للمنافع، و له صنعة في كثير من
شعره.
شعره في جارية ترقبها
فأخلفت
فأخبرني عمي قال: حدّثنا
عبد اللّه بن أبي سعد قال: حدّثني محمّد بن محمّد الأبزاري [6] قال:
كان أبو الأسد الشاعر
صديقا لعلويه، و كان كثيرا ما يغنّي في شعره. فدعانا علّويه ليلة، و وعدته جارية
لآل يحيى بن معاذ- و كانت تأخذ عنه الغناء- أن تزوره تلك الليلة، و كانت من أحسن
الناس وجها و غناء، و كان علّويه/ يهيم بها، فانتظرناها حتى أيسنا منها احتباسا.
فقال علويه لأبي الأسد: قل في هذا شعرا؛ فقال:
/
محبّ صدّ آلفه
فليس لليله صبح
صحا عنه الّذي يرجو
زيارته و ما يصحو
قال: فصنع علويه فيه لحنا
من خفيف الثقيل هو الآن مشهور في أيدي الناس، و غنّانا فيه؛ فلم نزل نشرب عليه حتى
أصبحنا. و صنع في تلك الليلة بحضرتنا فيه الرّمل في شعر أبي وجزة السّعديّ:
قتلتني بغير ذنب
قتول
و حلال لها دمي المطلول
ما على قاتل أصاب
قتيلا
بدلال و مقلتين سبيل
طلب من موسى بن الضحاك
غلاما فشاطره غلمانه
أخبرني الحسن بن عليّ
الخفّاف قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو هفّان قال:
كتب أبو الأسد و هو من بني
حمّان إلى موسى بن الضحّاك: