responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 301

و إنّ من لا يرحم لا يرحم» [1] أو كما قال صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال: حدّثني عمّي أبو فراس محمّد بن فراس عن عمر بن أبي بكّار عن شيخ من بني تميم عن أبي هريرة:

أن قيس بن عاصم دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و في حجره بعض بناته يشمّها، فقال له: ما هذه السّخلة [2] تشمّها؟ فقال: هذه ابنتي. فقال: و اللّه لقد ولد لي بنون و وأدت بنيّات ما شممت منهنّ أنثى و لا ذكرا قطّ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «فهل إلا أن ينزع اللّه الرحمة من قلبك [3]»!

سبب وأده لبناته‌

قال أحمد بن الهيثم قال عمّي فحدّثني عبد اللّه بن الأهتم:

أن سبب وأد قيس بناته أنّ المشمرج اليشكريّ أغار على بني سعد فسبى منهم نساء و استاق أموالا، و كان في النساء امرأة، خالها قيس بن عاصم، و هي رميم بنت أحمر [4] بن جندل السّعديّ، و أمّها أخت قيس. فرحل قيس إليهم يسألهم أن يهبوها له أو يفدوها، فوجد عمرو بن المشمرج قد اصطفاها لنفسه. فسأله فيها، فقال: قد جعلت أمرها إليها فإن اختارتك فخذها. فخيّرت، فاختارت عمرو بن المشمرج. فانصرف قيس فوأد كلّ بنت، و جعل ذلك سنّة في كلّ بنت تولد له، و اقتدت به العرب في ذلك؛ فكان كلّ سيّد يولد له بنت يئدها خوفا من الفضيحة.

خبره مع زوجه منفوسة بنت زيد الفوارس‌

أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد قال حدّثني عمّي عن العبّاس بن هشام عن أبيه عن جدّه قال:

تزوّج قيس بن عاصم المنقريّ منفوسة بنت زيد الفوارس الضّبّي، و أتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام، فقال: فأين أكيلي؟ فلم تعلم ما يريد؛ فأنشأ يقول:

أيابنة عبد الله و ابنة مالك‌

و يا ابنة ذي البردين و الفرس الورد [5]

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له‌

أكيلا فإنّي لست آكله وحدي‌

/ أخا طارقا أو جار بيت فإنّني‌

أخاف ملامات الأحاديث من بعدي‌


[1] روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن بن علي و عنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال «من لا يرحم لا يرحم». «إرشاد الساري» «لشرح صحيح البخاري» (9: 20).

[2] السخلة: ولد الشاة.

[3] روى البخاري بسنده عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: تقبلون الصبيان! فما نقبلهم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أ و أملك لك أن نزع اللّه من قلبك الرحمة»! «إرشاد الساري» (9: 21).

[4] في الأصول «بنت أحمد»، و هو تحريف.

[5] ذو البردين: هو عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم؛ لقب بذلك لأن الوفود اجتمعوا عند عمرو بن المنذر بن ماء السماء، فأخرج بردين و قال: ليقم أعز العرب فليلبسهما، فقام عامر؛ فقال له: أنت أعز العرب؟ قال:

نعم؛ لأن العز كله في معدّ ثم نزار ثم مضر ثم تميم ثم سعد ثم كعب؛ فمن أنكر ذلك فليناظر، فسكتوا. فقال: هذه قبيلتك، فكيف أنت في نفسك و أهل بيتك؟ فقال: أنا أبو عشرة و أخو عشرة و عم عشرة، ثم وضع قدمه على الأرض و قال: من أزالها عن مكانها فله مائة من الإبل، فلم يقم إليه أحد؛ فأخذ البردين و انصرف. «تاج العروس» (مادة برد). و الفرس الورد: الّذي بين الكميت و الأشقر.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست