responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 503

و كنت امرأ لا صحبة السوء أرتجي‌

و لا أنا نوّام بغير معرّس [1]

أرسل غلامه يشتري له جارية فأخذها لنفسه فقال شعرا في ذلك‌

و قال المدائني:

كان لأبي الأسود الدؤلي مولى يقال له نافع و يكنى أبا الصبّاح، فذكرت لأبي الأسود جارية تباع، فركب فنظر إليها فأعجبته، فأرسل نافعا يشتريها له فاشتراها لنفسه و غدر بأبي الأسود، فقال في ذلك:

إذا كنت تبغي للأمانة حاملا

فدع نافعا و انظر لها من يطيقها

فإن الفتى خبّ كذوب و إنه‌

له نفس سوء يحتويها صديقها

متى يخل يوما وحده بأمانة

تغل جميعا أو يغل فريقها

على أنه أبقى الرجال سمانة

كما كلّ مسمان الكلاب سروقها

خطبته في موت عليّ بن أبي طالب‌

أخبرني حبيب بن نصر المهلبيّ قال حدّثنا عمر بن شبة قال حدّثنا علي بن محمد المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ قال:

أتى أبا الأسود الدؤلي نعي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و بيعة الحسن عليه السلام، فقام على المنبر فخطب الناس و نعى لهم عليا عليه السلام فقال في خطبته:

«و إن رجلا من أعداء اللّه المارقة عن دينه، اغتال أمير المؤمنين/ عليا كرم اللّه وجهه و مثواه في مسجد و هو خارج لتهجده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر فقتله، فيا للّه هو من قتيل! و أكرم به و بمقتله و روحه من روح عرجت إلى اللّه تعالى بالبر و التقى و الإيمان و الإحسان! لقد أطفأ منه نور اللّه في أرضه لا يبين بعده أبدا، و هدم ركنا من أركان اللّه تعالى لا يشاد مثله؛ فإنّا للّه و إنا إليه راجعون، و عند اللّه نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين، و عليه السلام و رحمة اللّه يوم ولد و يوم قتل و يوم يبعث حيا».

/ ثم بكى حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال:

«و قد أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ابنه و سليله و شبيهه في خلقه و هديه، و إني لأرجو أن يجبر اللّه عز و جل به ما و هى، و يسدّ به ما انثلم، و يجمع به الشمل، و يطفئ به نيران الفتنة، فبايعوه ترشدوا».

كتب إليه معاوية يدعوه إلى أخذ البيعة له بالبصرة فقال شعرا يرثي فيه علي بن أبي طالب‌

فبايعت الشيعة كلها، و توقف ناس ممن كان يرى رأي العثمانية و لم يظهروا أنفسهم بذلك، و هربوا إلى معاوية، فكتب إليه معاوية و دس إليه رسولا يعلمه أن الحسن عليه السلام قد راسله في الصلح، و يدعوه إلى أخذ البيعة له بالبصرة، و يعده و يمنّيه؛ فقال أبو الأسود:

ألا أبلغ معاوية بن حرب‌

فلا قرّت عيون الشامتينا


[1] المعرس: موضع التعريس؛ و هو نزول القوم في السفر آخر الليل للاستراحة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست