responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 495

قرابة، فإنّ أهلها قد أنكروا ذلك و تشكّوه، فإمّا أن تتزوّجها أو تضرب عنها، فقال له أبو الأسود:

لقد جدّ في سلمى الشكاة و للّذي‌

يقولون- لو يبدو لك الرشد- أرشد

يقولون لا تمذّل بعرضك و اصطنع‌

معادك إنّ اليوم يتبعه غد [1]

و إياك و القوم الغضاب فإنهم‌

بكل طريق حولهم تترصّد

تلام و تلحى كل يوم و لا ترى‌

على اللوم إلا حولها تتردّد!

/ أفادتكها العين الصموح و قد ترى‌

لك العين ما لا تستطيع لك اليد

و قال أبو الأسود:

دعوا آل سلمى ظنّتي و تعنّتي‌

و ما زلّ مني، إنّ ما فات فائت [2]

و لا تهلكوني بالملامة إنما

نطقت قليلا ثم إني لساكت‌

سأسكت حتى تحسبوني أنني‌

من الجهد في مرضاتكم متماوت‌

أ لم يكفكم أن قد منعتم بيوتكم‌

كما منع الغيل الأسود النواهت [3]

تصيبون عرضي كل يوم كما علا

نشيط بفأس معدن البرم ناحت [4]

جفاه ابن عامر لهواه في علي بن أبي طالب فقال في ذلك شعرا

أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدّثنا عمر بن شبة قال ذكر الهيثم بن عديّ عن مجالد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير قال:

كان ابن عباس يكرم أبا الأسود الدؤلي لما كان عاملا لعليّ بن أبي طالب عليه السلام على البصرة و يقضي حوائجه، فلما ولي ابن عامر جفاه و أبعده و منعه حوائجه لما كان يعلمه من هواه في عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال فيه أبو الأسود:

/

ذكر ابن عباس بباب ابن عامر

و ما مرّ من عيشي ذكرت و ما فضل‌

أميرين كان صاحبيّ كلاهما

فكلّ جزاه اللّه عني بما فعل‌

فإن كان شرا كان شرا جزاؤه‌

و إن كان خيرا كان خيرا إذا عدل‌

كان لابنه صديق من باهله فكره صداقته له‌

. أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا عبد اللّه بن شبيب قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الخزاميّ قال حدّثنا محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة قال قال أبو الأسود الدؤلي لابنه أبي حرب- و ما كان له صديق من باهله يكثر زيارته- فكان أبو الأسود يكرهه و يستريب منه:


[1] مذلت نفسه بالشي‌ء: سمحت.

[2] الظنة: التهمة.

[3] النواهت: جمع ناهت؛ يقال: نهت الأسد نهيتا، و هو صوت الأسد دون الزئير. الغيل: الأجمة و موضع الأسد.

[4] البرم: جمع برمة، و هي قدر من حجارة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست