responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 492

أن ينبسط إليه في حوائجه و يستمنحه إذا أضاق [1]، فقال أبو الأسود يمدحه:

أبو بحر أمنّ الناس طرا

علينا بعد حيّ أبي المغيرة [2]

لقد أبقى لنا الحدثان منه‌

أخا ثقة منافعه كثيره‌

/ قريب الخير سهلا غير وعر

و بعض الخير تمنعه الوعوره‌

بصرت بأنّنا أصحاب حقّ‌

ندلّ به و إخوان وجيره‌

و أهل مضيعة فوجدت خيرا

من الخلّان فينا و العشيره [3]

و إنك قد علمت و كلّ نفس‌

ترى صفحاتها و لها سريره‌

لذو قلب بذي القربى رحيم‌

و ذو عين بما بلغت بصيره‌

لعمرك ما حباك اللّه نفسا

بها جشع و لا نفسا شريره [4]

/ و لكن أنت لا شرس غليظ

و لا هشم تنازعه خئورة [5]

كأنا إذا أتيناه نزلنا

بجانب روضة ريّا مطيره‌

كان عبيد اللّه بن زياد يماطله في قضاء حاجاته فعاتبه في ذلك‌

قال المدائنيّ: و كان أبو الأسود يدخل على عبيد اللّه بن زياد، فيشكو إليه أنّ عليه دينا لا يجد إلى قضائه سبيلا، فيقول له: إذا كان غد فارفع إليّ حاجتك فإني أحب قضاءها، فيدخل إليه من غد، فيذكر له أمره و وعده فيتغافل عنه، ثم يعاوده فلا يصنع في أمره شيئا، فقال فيه أبو الأسود:

دعاني أميري كي أفوه بحاجتي‌

فقلت فما ردّ الجواب و لا استمع‌

فقمت و لم أحسس بشي‌ء و لم أصن‌

كلامي و خير القول ما صين أو نفع‌

و أجمعت يأسا لا لبانة بعده‌

و لليأس أدنى للعفاف من الطمع‌

سأله رجل فمنعه فأنكر عليه فاحتج ببيت لحاتم‌

أخبرنا محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا عيسى بن إسماعيل تينة قال حدّثني ابن عائشة قال:

/ سأل رجل أبا الأسود شيئا فمنعه، فقال له: يا أبا الأسود ما أصبحت حاتميا؟ قال: بلى قد أصبحت حاتميا من حيث لا تدري، أ ليس حاتم الذي يقول:

أ ماويّ إمّا مانع فمبيّن‌

و إمّا عطاء لا ينهنهه الزجر [6]


[1] أضاق: ذهب ماله.

[2] ورد هذا البيت في «اللسان» مادة «حيى»، و أبو المغيرة كنية زياد (انظر «الطبري» 6: 131).

[3] مضيعة: ضياع و اطراح و هوان.

[4] شريرة: ذات شرّ.

[5] هشم: هشيم رخو. خئورة: ضعف و فتور.

[6] نهنهه: كفه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست