responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 490

عليّ، فقال: نعم، فلما خرج حدّث بها معاوية/ عمرو بن العاص و مروان بن الحكم، فلما غدا عليه أبو الأسود قال عمرو: ما فعلت ضرطتك يا أبا الأسود بالأمس؟ قال: ذهبت كما تذهب الريح مقبلة و مدبرة، من شيخ ألان الدهر أعصابه و لحمه عن إمساكها، و كل أجوف ضروط، ثم أقبل على معاوية فقال: إن امرأ ضعفت أمانته و مروءته عن كتمان ضرطة لحقيق بألا يؤمن على أمور المسلمين.

تزوج امرأة برزة فخانته و أفشت سره، فطلقها و قال في ذلك شعرا

أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا محمد بن الحكم عن عوانة قال:

كان أبو الأسود يجلس إلى فناء امرأة بالبصرة فيتحدّث إليها، و كانت برزة [1] جميلة، فقالت له: يا أبا الأسود، هل لك في أن أتزوّجك؟ فإني صناع [2] الكفّ، حسنة التدبير، قانعة بالميسور، قال: نعم، فجمعت أهلها فتزوّجته؛ فوجد عندها خلاف ما قدّره، و أسرعت في ماله، و مدّت يدها إلى خيانته، و أفشت سرّه، فغدا على من كان حضر تزويجه إياها، فسألهم أن يجتمعوا عنده ففعلوا، فقال لهم:

أريت امرا كنت لم أبله‌

أتاني فقال اتّخذني خليلا [3]

فخاللته ثم أكرمته‌

فلم أستفد من له فتيلا

و ألفيته حين جرّبته‌

كذوب الحديث سروقا بخيلا

فذكّرته ثم عاتبته‌

عتابا رفيقا و قولا جميلا

فألفيته غير مستعتب‌

و لا ذاكر اللّه إلا قليلا [4]

أ لست حقيقا بتوديعه‌

و إتباع ذلك صرما طويلا؟

/ فقالوا: بلى و اللّه يا أبا الأسود! قال: تلك صاحبتكم، و قد طلقتها لكم، و أنا أحبّ أن أستر ما أنكرته من أمرها، فانصرفت معهم.

أنكر عليه معاوية بخره فرد عليه‌

حدّثنا اليزيدي قال حدّثنا البغويّ قال حدّثنا العمري قال:

كان أبو الأسود أبخر، فسارّ معاوية يوما بشي‌ء فأصغى إليه ممسكا بكمّه على أنفه، فنحّى أبو الأسود يده عن أنفه، و قال: لا و اللّه لا تسود حتى تصبر على سرار المشايخ البخر.

عابه زياد عند عليّ فقال في ذلك شعرا

أخبرني عبد اللّه بن محمد الرازيّ قال: حدّثنا محمد بن الحارث الخراز قال حدّثنا المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ قال:


[1] امرأة برزة: كهلة جليلة تبرز للقوم فيجلسون إليها و يتحدثون.

[2] امرأة صناع اليدين: حاذقة ماهرة بعمل اليدين.

[3] أريت: أصله أ رأيت، يقولون: أ رأيتك (و التاء مفتوحة) بمعنى أخبرني. بلاه يبلوه: اختبره و امتحنه.

[4] استعتبه: استرضاه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست